إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: اللهم أنتم من أحب الناس إلي

          3785- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ) عبد الله بن عمرٍو المنقريُّ المُقعَد البصريُّ قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ) بن سعيد بن ذكوان التَّميميُّ مولاهم التَّنوريُّ الحافظ قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ) بن صُهَيبٍ البُنانيُّ الأعمى (عَنْ أَنَسٍ ☺ ) أنَّه (قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صلعم النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ مُقْبِلِينَ _قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: مِنْ عُرُسٍ_) بضمِّ العين والرَّاء، والشَّكُّ من الرَّاوي، وفي «باب ذهاب النِّساء والصِّبيان إلى العرس» [خ¦5180] من «النِّكاح»: «مقبلين من عرسٍ» بالجزم من غير شكٍّ (فَقَامَ النَّبِيُّ صلعم مُمْثِلًا) بضمِّ الميم الأولى وإسكان الثَّانية وكسر المُثلَّثة وفتحها في الفرع وأصله أي: منتصبًا قائمًا، قال السَّفاقسيُّ: كذا وقع رباعيًّا، والذي ذكره أهل اللُّغة: مَثُل الرَّجل _بفتح الميم وضمِّ المُثلَّثة_ مثولًا؛ إذا انتصب قائمًا ثلاثيًّا. انتهى(1). قال العينيُّ: كان غرضه الإنكار على الذي وقع هنا وليس بمُوجَّهٍ؛ لأنَّ «مُمْثِلًا» معناه: مكلِّفًا نفسه ذلك؛ وطالبًا ذلك فلذلك عُدِّي فعله، وأمَّا «مَثُل» الثَّلاثيُّ؛ فهو لازمٌ غير متعدٍّ، وفي حاشية الفرع وأصله: ”مُمَثَّلًا“، بضمِّ الميم الأولى وفتح الثَّانية وتشديد المُثلَّثة مفتوحةً، أي: مكلِّفًا نفسه ذلك وطالبًا ذلك منها، وفي «النِّكاح» [خ¦5180] «فقام(2) مُمْتَنًّا» بمُثنَّاةٍ فوقيَّةٍ بعد الميم الثَّانية السَّاكنة ثمَّ نونٍ مُشدَّدةٍ، أي: قام قيامًا طويلًا، أو هو من الامتنان؛ لأنَّ من قام له ╕ ؛ فقد امتنَّ عليه بشيءٍ لا أعظم منه، فكأنَّه قال: يمتنُّ عليهم بمحبَّته، ويؤيِّده قوله بعد (فقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ _قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ_) وتقديم لفظ «اللَّهمَّ» للتَّبرُّك، أو للاستشهاد بالله في صدقه.
          وهذا‼ الحديث أخرجه أيضًا في «النِّكاح» [خ¦5180].


[1] «انتهى»: مثبتٌ من (س).
[2] «فقام»: ليس في (ص) و(م).