إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: خفف على داود القرآن

          3417- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ) المسنَديُّ قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ) بن همَّامٍ قال: (أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ) هو ابن راشدٍ (عَنْ هَمَّامٍ) هو ابن منبِّهٍ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ ، عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أنه (قَالَ: خُفِّفَ عَلَى دَاوُدَ ◙ القُرْآنُ) قال التُّورِبشتيُّ: أي: الزَّبور، وإنَّما قال: القرآن، لأنَّه قصد به إعجازه من طريق القراءة، وقال غيره: قرآن كلِّ نبيٍّ يُطلَق على كتابه الَّذي أُوحِي إليه، وقد دلَّ الحديث على أنَّ الله تعالى يطوي الزَّمان لمن شاء(1) من عباده؛ كما يطوي المكان لهم. قال النَّوويُّ: إنَّ بعضهم كان يقرأ أربع ختماتٍ باللَّيل وأربعًا بالنَّهار. ولقد رأيتُ أبا الطَّاهر بالقدس الشَّريف سنة سبعٍ وستِّين وثمان مئةٍ وسمعتُ عنه إذ ذاك أنَّه يقرأ فيهما أكثر من عشر ختماتٍ، بل قال لي شيخ الإسلام البرهان بن أبي شريفٍ _أدام الله النَّفع بعلومه_ عنه: أنَّه كان يقرأ خمس عشرة في اليوم واللَّيلة، وهذا بابٌ لا سبيل إلى إدراكه إلَّا بالفيض الرَّبَّانيِّ، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ: ”القراءة“ بدل «القرآن» (فَكَانَ يَأْمُرُ بِدَوَابِّهِ) الَّتي كان يركبها ومن معه من أتباعه (فَتُسْرَجُ، فَيَقْرَأُ القُرْآنَ) الزَّبور (قَبْلَ أَنْ تُسْرَجَ دَوَابُّهُ، وَلَا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدِهِ) من ثمن ما كان يعمل من الدُّروع، ولأَبَوَي ذرٍّ والوقت: ”يديه“ بالتَّثنية.
          وهذا الحديث أخرجه أيضًا في «التَّفسير» [خ¦4713].
          (رَوَاهُ) أي: حديث الباب (مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ) فيما وصله المؤلِّف في «خلق أفعال العباد» (عَنْ صَفْوَانَ) بن سليمٍ (عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلعم ).


[1] في (د): «يشاء».