إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: قيل لبني إسرائيل: ادخلوا الباب سجدًا وقولوا حطة

          3403- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ: ”حدَّثنا“ (إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ) هو إسحاق بن إبراهيم ابن نصرٍ السَّعديُّ المروزيُّ _وقيل: البخاريُّ_ قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ) بن همَّامٍ الصَّنعانيُّ (عَنْ مَعْمَرٍ) هو ابن راشدٍ الأزديُّ مولاهم البصريُّ (عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ) بكسر الموحَّدة المشدَّدة، الصَّنعانيِّ أخي وهبٍ(1) (أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ☺ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ) لمَّا خرجوا من التِّيه مع يوشع بن نونٍ بعد أربعين سنةً، وفتح الله عليهم بيت المقدس: (ادْخُلُوا البَابَ) باب القرية، وكان قِبَل القِبْلة حال كونكم (سُجَّدًا) منحنين ركوعًا أو خضوعًا؛ شكرًا على تيسير الدُّخول (وَقُولُوا: حِطَّةٌ) بالرَّفع، أي: مسألتنا حطَّةٌ، وعند ابن أبي حاتمٍ، عن ابن عبَّاسٍ قال: «قيل لهم: قولوا: مغفرةٌ» (فَبَدَّلُوا) فغيَّروا السُّجود بالزَّحف (فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ) بفتح الحاء المهملة (عَلَى أَسْتَاهِهِمْ) بفتح الهمزة وسكون السِّين المهملة، أي: أوراكهم (وَقَالُوا) بدل «حطَّةٌ»: (حَبَّةٌ فِي شَعْرَةٍ) _بسكون العين_ فخالفوا في القول والفعل، فقالوا كلامًا مهملًا غرضهم به المخالفة لما أُمِروا به من الكلام المستلزم للاستغفار وحطِّ العقوبة عنهم، فعاقبهم الله بالطَّاعون حتَّى هلك منهم سبعون ألفًا في ساعةٍ واحدةٍ، وقيل: أربعةٌ وعشرون ألفًا.
          وهذا الحديث أخرجه أيضًا في «التَّفسير» [خ¦4479]، ومسلمٌ في أواخر «صحيحه»، والتِّرمذيُّ في «التَّفسير».


[1] في (د): «وهيبٍ»، وهو تحريفٌ.