إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى

          3395- 3396- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ: ”حدَّثنا“ (مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ) بمُوحَّدةٍ ومعجمةٍ مُشدَّدةٍ، العبديُّ البصريُّ أبو بكرٍ بندارٌ، وسقط لأبي ذرٍّ «ابن بشَّارٍ» قال: (حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ) هو محمَّد بن جعفرٍ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنْ قَتَادَةَ) بن دعامة (قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا العَالِيَةِ) رُفيعًا الرِّياحيَّ قال: (حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ _يَعْنِي: ابْنَ عَبَّاسٍ_) ☻ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّه (قَالَ: لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ) أي: ليس لأحدٍ أن يفضِّل نفسه، أو ليس لأحدٍ أن يفضِّلني على يونس (بْنِ مَتَّى) وهذا منه على سبيل التَّواضع (وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ) «متَّى» وهو بفتح الميم وفتح المثنَّاة الفوقيَّة وبالألف، وكان رجلًا صالحًا من أهل بيت النُّبوَّة.
          (وَذَكَرَ النَّبِيُّ صلعم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ) وللكُشميهَنيِّ ممَّا(1) ذكره في «فتح الباري»(2): ”ليلة أُسري بي“ على الحكاية (فَقَالَ: مُوسَى آدَمُ) بالمدِّ، أي: أسمر (طُوَالٌ) بضمِّ الطَّاء وتخفيف الواو (كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ) في الطوُّل (وَقَالَ) في (عِيسَى: جَعْدٌ) شعره بفتح الجيم وسكون العين، وهو خلاف السَّبط (مَرْبُوعٌ) لا طويلٌ ولا قصيرٌ (وَذَكَرَ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ) وفي «اليونينيَّة» وفرعها: ”مالكً“ بغير ألفٍ مع النَّصب والتَّنوين مُصحَّحًا عليه (وَذَكَرَ الدَّجَّالَ).
          وهذا الحديث أخرجه في: «باب قول الله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}[الصافات:139[خ¦3413] وفي «التَّفسير» [خ¦4630] و«التَّوحيد» [خ¦7539]، ومسلمٌ في «أحاديث الأنبياء»، وأبو داود في «السُّنَّة»، وهو عند الأكثرين حديثٌ واحدٌ، وبعضهم جعله حديثين، ما يتعلَّق بيونس حديثًا، والآخر بباقيه(3).


[1] في (د): «فيما».
[2] في (م): «الفتح».
[3] في (د): «باقية».