إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أراه فلانًا لعم حفصة من الرضاعة الرضاعة تحرم

          3105- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ) التِّنِّيسيُّ قال: (أَخْبَرَنَا مَالِكٌ) هو ابن أنسٍ الإمام الأعظم (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ) أي: ابن محمَّد بن عمرو بن حزمٍ الأنصاريِّ (عَنْ عَمْرَةَ ابْنَةِ) ولأبي ذرٍّ: ”بنت“ (عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بن سعد بن زرارة / الأنصاريَّة (أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلعم أَخْبَرَتْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم كَانَ عِنْدَهَا) في بيتها (وَأَنَّهَا سَمِعَتْ صَوْتَ إِنْسَانٍ) لم يعرف الحافظُ ابنُ حجرٍ اسمَه (يَسْتَأْذِنُ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ) بنت عمر أمِّ المؤمنين، والجملة في محلِّ جرٍّ صفةٌ لـ «إنسان» قالت عائشة: (فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ فِي بَيْتِكَ) ولابن عساكر: ”في بيت حفصة“ (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : أُرَاهُ) بضمِّ الهمزة، أي: أظنَّه (فُلَانًا _لِعَمِّ) أي: عن عمِّ (حَفْصَةَ مِنَ الرَّضَاعَةِ_) ولم يُسَمَّ، ثمَّ قال ╕ : (الرَّضَاعَةُ) بفتح الرَّاء (تُحَرِّمُ مَا تُحَرِّمُ الوِلَادَةُ) بتشديد الرَّاء المكسورة بعد ضمِّ‼ أوَّل الفعل فيهما، ولأبي ذرٍّ: ”ما يَحْرُم من الولادة“ بفتح أوَّله وسكون الحاء المُهمَلة وضمِّ الرَّاء مخفَّفًا، وزيادة «من» الجارَّة، أي: مثل ما يحرم(1) منها، فهو على حذف مضافٍ.
          وهذا الحديث قد سبق في «باب الشَّهادة على الأنساب والرَّضاع» [خ¦2646].


[1] زيد في (م): «من الولادة».