إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: حرق النبي نخل بني النضير

          3021- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ) بالمثلَّثة، العبديُّ البصريُّ، ولم يُصِبْ مَن ضعَّفه، قال: (أَخْبَرَنَا(1) سُفْيَانُ) بن عيينة أو الثَّوريُّ (عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ) بن الخطَّاب ( ☻ قَالَ: حَرَّقَ النَّبِيُّ صلعم ) بتشديد الرَّاء (نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ) قبيلة من اليهود بالمدينة سنة أربعٍ من الهجرة، وخرَّب بيوتهم بعد أن حاصرهم خمسة عشر يومًا، وفيهم نزلت الآيات من سورة الحشر، وفي رواية «المغازي» [خ¦4031] عند المؤلِّف قال: حرَّق رسول الله صلعم نخل بني النَّضير وقطعَ، وهي البويرة، فنزلت: {مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللهِ}[الحشر:5] والبويرة: موضع نخل بني النَّضير، وقوله: «فنزلت» يدلُّ على أنَّ نزول الآية بعد التَّحريق، فيحتمل أن يكون التَّحريق باجتهادٍ أو وحيٍ ثمَّ نزلت، واستدلَّ الجمهور بذلك على جواز التَّحريق والتَّخريب في بلاد العدوِّ إذا تعيَّن طريقًا في نكاية العدوِّ، وخالف(2) بعضهم فقال: لا يجوز قطع المثمر أصلًا، وحمل ما ورد من ذلك: إمَّا على غير المثمر، وإمَّا(3) على أنَّ الشَّجر الَّذي قُطِعَ في قصَّة بني النَّضير كان في الموضع الَّذي يقع فيه القتال، وهذا قول اللَّيث والأوزاعيِّ وأبي ثورٍ.
          ويأتي الحديث بتمامه إن شاء الله تعالى مع بقيَّة مباحثه في «كتاب المغازي» [خ¦4031].


[1] في (م): «حدَّثنا».
[2] في (م): «خالفهم».
[3] في (م): «أو».