إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: نسخت الصحف في المصاحف ففقدت آية من سورة الأحزاب

          2807- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ) الحكم بن نافع قال: (أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ) هو ابن أبي حمزة (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّد بن مسلم ابن شهابٍ (وحَدَّثَنَا) ولغير أبي ذرٍّ: ”حدَّثني“ بالإفراد وإسقاط واو العطف، وفي نسخةٍ: ”ح“ للتَّحويل، ”وحدَّثني“ بالإفراد والواو (إِسْمَاعِيلُ) بن أبي أويس (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (أَخِي) أبو بكرٍ عبد الحميد (عَنْ سُلَيْمَانَ)‼ بن بلال (أُرَاهُ) بضمِّ الهمزة، أي: أظنُّه (عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) محمَّدٍ بن مسلمٍ الزُّهريِّ (عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ) الأنصاريِّ (أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ) الأنصاريَّ ( ☺ ) واللَّفظ لابن أبي عتيقٍ، ويأتي لفظ: شعيب _إن شاء الله تعالى_ في سورة الأحزاب [خ¦4784] (قَالَ: نَسَخْتُ الصُّحُفَ فِي المَصَاحِفِ، فَفَقَدْتُ) بفتح القاف (آيَةً مِنْ سُورَةِ الأَحْزَابِ) وسقط لأبي ذرٍّ «سورة» (كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صلعم يَقْرَأُ بِهَا، فَلَمْ أَجِدْهَا إِلَّا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ الَّذِي جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلعم شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ(1) رَجُلَيْنِ) خصوصيَّةً له ☺ لمَّا كلَّم ╕ رجلًا في شيءٍ فأنكره، فقال خزيمة: أنا أشهد، فقال ╕ : «أتشهد ولم تستشهد»؟ فقال: نحن نصدِّقك على خبر السَّماء، فكيف بهذا؟! فأمضى شهادته وجعلها بشهادتين، وقال: «لا تعد» (وَهْوَ قَوْلُهُ) تعالى: ({مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ}[الأحزاب:23]) واستُشكِل كونه أثبتها في المصحف بقول واحدٍ أو اثنين، إذ شرط كونه قرآنًا التَّواتر. وأُجيبَ: بأنَّه كان متوترًا عندهم، ولذا(2) قال: كنت أسمع رسول الله صلعم يقرأ بها، وقد رُوِي أنَّ عمر ☺ قال: أشهد لسمعتها من رسول الله صلعم ، وكذا عن أُبيِّ بن كعبٍ وهلال بن أميَّة، فهؤلاء جماعةٌ.
          وهذا الحديث أخرجه المؤلِّف أيضًا في «التَّفسير» [خ¦4784] وفي «فضائل القرآن» [خ¦4986]، والتِّرمذيُّ والنَّسائيُّ في «التَّفسير».


[1] في (د): «بشهادة».
[2] في (م): «كذا».