إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

في العتق وفضله

           ░░49▒▒ ( ╖ فِي العِتْقِ وَفَضْلِهِ) ولأبي ذرٍّ: ”ما جاء في العتق، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم“ ، وله عن المُستملي: ”كتاب العتق، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم“ ، ولم يقل: «باب»، وللنَّسفيِّ: ”كتابٌ في العتق، باب ما جاء في العتق وفضله“ ، و«العتق» بمعنى الإعتاق، وهو إزالة الرِّقِّ عن الآدميِّ (وَقَوْلُـِهِ تَعَالَى) بالرَّفع في «اليونينيَّة» على الاستئناف، وبالجرِّ عطفًا على المجرور السَّابق: ({فَكُّ رَقَبَةٍ}) برفع الكاف، وخفض {رَقَبَةٍ} ({أَوْ إِطْعَامٌ}) بوزن «إكرامٍ»، وهذه قراءة نافعٍ وابن عامرٍ وعاصمٍ وحمزة على جعل {فَكُّ} خبر مبتدأٍ مضافًا إلى {رَقَبَةٍ} و{إِطْعَامٌ} مصدرًا، ولأبي ذرٍّ: ”فَكَّ رَقَبَةً“ فعلًا ماضيًا، و«رقبةً» مفعوله، أو ”أطعمَ“ فعلًا ماضيًا، والمراد بفكِّ الرَّقبة: تخليصُها من الرِّقِّ، من باب(1) تسمية الشَّيء باسم بعضه، وإنَّما خُصَّت بالذِّكر إشارةً إلى أنَّ حكم السَّيِّد عليه كالغلِّ في رقبته، فإذا عتق فُكَّ من عنقه(2) ({فِي يَوْمٍ}) المراد مُطلَق الزَّمان ليلًا كان أو نهارًا ({ذِي مَسْغَبَةٍ}) مجاعةٍ ({يَتِيمًا}) نُصِب بـ «أطعم» أو بالمصدر؛ لأنَّه يعمل عمل فعله ({ذَا مَقْرَبَةٍ}[البلد:13-15]) صفةً لـ {يَتِيمًا} أي: قرابةٍ.


[1] «باب»: ليس في (د1) و(ص) و(م).
[2] في (د): «رقبته».