إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

كتاب الوضوء

           ░░4▒▒ كِتَابُ الوُضُوءِ
          ولمَّا فرغ المؤلِّف من ذكر «أحاديث الوحي» الذي هو(1) مادَّة الأحكام الشَّرعيَّة، وعقَّبه بـ «الإيمان»، ثمَّ بـ «العلم» شرع يذكر أحكام(2) العبادات مرتِّبًا لذلك على ترتيب حديث(3) «الصَّحيحين»: «بُنِيَ الإسلام على خمسٍ: شهادةِ أن لا إله إلَّا الله وأنَّ محمَّدًا رسول الله، وإقام الصَّلاة، وإيتاء الزَّكاة، وحجِّ البيت، وصوم رمضان» [خ¦8] وقدَّم الصَّلاة بعد الشَّهادتين على غيرها لكونها أفضل العبادات بعد الإيمان، وابتدأ المؤلِّف بـ «الطَّهارة» / لأنَّها مفتاح الصَّلاة، كما في حديث أبي داود بإسنادٍ صحيحٍ، ولأنَّها أعظم شروطها، والشَّرط مُقدَّمٌ على المشروط طبعًا، فقُدِّم عليه وضعًا، فقال:
          ( ╖ كِتَابُ الوُضُوءِ) وهو بالضَّمِّ: الفعل، وبالفتح: الماء الذي يُتوضَّأُ به، وحُكِيَ في كلٍّ الفتحُ والضَّمُّ، وهو مُشتَقٌّ من الوَضَاءة، وهي الحُسْنُ والنَّظافة لأنَّ المصلِّيَ يتنظَّف به فيصير وضيئًا، ولابن عساكر: تأخير البسملة عن «كتاب الوضوء»، ولغير ابن عساكر وأبي ذَرٍّ: ”بابٌ“ بالتَّنوين ”في الوضوء“(4).


[1] في (م): «التي هي».
[2] في (ب) و(س): «أقسام».
[3] في (ص): «أحاديث».
[4] قوله: «ولابن عساكر: تأخير البسملة...بالتَّنوين في الوضوء» سقط من (د).