إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: وأيكم مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقين

          1965- وبالسَّند قال: (حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ) الحكم بن نافعٍ قال: (أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ) هو ابن أبي حمزة (عَنِ) ابن شهابٍ (الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي) ولأبوي ذرٍّ والوقت وابن عساكر / ”أخبرني“ بالإفراد فيهما (أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ☺ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلعم )‼ أصحابَه (عَنِ الوِصَالِ فِي الصَّوْمِ) فرضًا أو نفلًا (فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ) لم يُسَمَّ، وفي رواية عُقَيلٍ في «التَّعزير» [خ¦6851] فقال له رجالٌ: (إِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللهِ!) أي: ووصلك(1) دالٌّ على إباحته، فأجابهم ╕ بأنَّ ذلك من خصائصه؛ حيث (قَالَ: وَأَيُّكُمْ) وفي نسخةٍ: ”فأيُّكم“ (مِثْلِي؟!) استفهامٌ يفيد التَّوبيخ المشعر بالاستبعاد (إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ) بحذف الياء وثبوتها كما سبق تقريره (فَلَمَّا أَبَوْا) أي: امتنعوا (أَنْ يَنْتَهُوا عَنِ الوِصَالِ) لظنِّهم أنَّ نهيه ╕ نهيُ تنزيهٍ لا تحريمٍ، وللكُشْمِيْهَنِيِّ _كما في «الفتح»_: ”من الوصال“ بالميم بدل العين (وَاصَلَ بِهِمْ) ╕ (يَوْمًا ثُمَّ يَوْمًا) أي: يومين لأجل المصلحة ليبيِّن لهم الحكمة في ذلك (ثُمَّ رَأَوُا الهِلَالَ، فَقَالَ) ╕ : (لَوْ تَأَخَّرَ) الشَّهر (لَزِدْتُكُمْ) في الوصال إلى أن تعجزوا عنه فتسألوا التَّخفيف منه بالتَّرك (كَالتَّنْكِيلِ لَهُمْ) وفي رواية مَعْمَرٍ في «التَّمنِّي» [خ¦7299] «كالمنكِّل لهم»(2)، ووقع فيها عند المُستملي: ”كالمنكر لهم(3)“ بالرَّاء وسكون النُّون من الإنكار، وللحَمُّويي: ”كالمنكِي“ بتحتيَّةٍ ساكنةٍ قبلها كافٌ مكسورةٌ خفيفةٌ من الإنكاء(4)، والأوَّل هو الذي تظافرت به الرِّوايات خارج هذا الكتاب (حِينَ أَبَوْا) أي: امتنعوا (أَنْ يَنْتَهُوا) أي: عن الانتهاء عن الوصال.
          وهذا الحديث أخرجه أيضًا النَّسائيُّ.


[1] في (د): «وفعلُك».
[2] «لهم»: ليس في (د).
[3] «لهم»: مثبت من (ب) و(س).
[4] في (د): «الإنكار»، وهو تحريفٌ.