إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث علي: حدثوا الناس بما يعرفون

          127- (وَقَالَ عَلِيٌّ) أي: ابن أبي طالبٍ ☺ : (حَدِّثُوا) بصيغة الأمر، أي: كلِّموا (النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ(1)) ويدركون بعقولهم، ودَعُوا ما يشتبه عليهم فَهْمه (أَتُحِبُّونَ) بالخطاب (أَنْ يُكَذَّبَ اللهُ وَرَسُولُهُ؟!)‼ لأنَّ الإنسان إذا سمع ما لا يفهمه وما لا يتصوَّر إمكانه اعتقد استحالته جهلًا، فلا يصدِّق وجوده، فإذا أُسنِد إلى الله تعالى ورسوله صلعم لزم ذلك المحذور، و«يُكذَّبَ» بفتح الذَّال على صيغة المجهول.
          وبالسَّند إلى المؤلِّف قال: (حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ) بالتَّصغير (بْنُ مُوسَى) العبسيُّ مولاهم، وللأَصيليِّ وابن عساكر وأبي ذَرٍّ عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: ”حدَّثنا به“ (عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذٍ) بفتح الخاء المُعجَمَة وتشديد الرَّاء المفتوحة وضمِّ المُوحَّدة آخره ذالٌ مُعجَمَةٌ مصروفٌ بـ «اليونينيَّة»، المكيُّ مولى قريشٍ، ضعَّفه ابن معينٍ، وليس له عند المؤلِّف سوى هذا الحديث(2) وسقط في رواية أبي ذَرٍّ وابن عساكر والأَصيليِّ لفظ «ابن خَرَّبُوذٍ» (عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ) بضمِّ الطَّاء وفتح الفاء، عامر بن واثلة، وهو آخر الصَّحابة موتًا (عَنْ عَلِيٍّ بِذَلِكَ) وللأَصيليِّ زيادة: ”ابن أبي طالبٍ“(3) أي: بالأثر المذكور، وهذا الإسناد من عوالي المؤلِّف لأنَّه يلتحق بالثُّلاثيَّات؛ من جهة: أن الراويَ الثَّالث _وهو أبو الطُّفيل_ صحابيٌّ، وأخَّر المؤلِّف السَّند هنا(4) عن(5) المتن ليميِّز بين طريقة إسناد الحديث وإسناد الأثر، أو(6) لضعف الإسناد بسبب ابن خَرَّبُوذٍ، أو للتَّفنُّن وبيان الجواز، ومن ثمَّ وقع في بعض النُّسخ مُقدَّمًا، وقد سقط هذا الأثر كلُّه من رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ.


[1] في (د): «يفهمون».
[2] قوله: «مصروفٌ بــاليونينيَّة، المكيُّ مولى...سوى هذا الحديث» سقط من (ب) و(د) و(ص).
[3] قوله: «وللأَصيليِّ زيادة: ابن أبي طالبٍ» سقط من (ب) و(د) و(ص).
[4] في غير (د): «هنا السَّند».
[5] في (م): «على».
[6] في (م): «و».