إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب قول الله تعالى:{وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم}

          ░41▒ (باب قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ}) أي: أنَّكم كنتم تستترون بالحيطان والحجب عند ارتكاب الفواحش، وما كان استتاركم ذلك خيفة أن تشهد عليكم جوارحكم؛ لأنَّكم كنتم غير عالمين بشهادتها عليكم، بل كنتم جاحدين البعث والجزاء أصلًا‼ ({وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ}[فصلت:22]) ولكنَّكم إنَّما استترتم لظنِّكم أنَّ الله لا يعلم كثيرًا ممَّا(1) تعملون، وهو الخفيَّات من أعمالكم، وسقط لأبي ذرٍّ قوله «{وَلَا أَبْصَارُكُمْ}...» إلى آخر الآية، وقال بعد قوله: {سَمْعُكُمْ}: ”الآية“.


[1] زيد في (ص) و(ع): «كنتم».