إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: هذه خديجة أتتك بإناء فيه طعام

          7497- وبه قال: (حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ) بضمِّ الزَّاي مُصغَّرًا، و«حَرْبٍ» بالحاء المهملة وبعد الرَّاء السَّاكنة مُوحَّدةٌ، النَّسائيُّ الحافظ قال: (حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ) بضمِّ الفاء وفتح المعجمة، محمَّدٌ الضَّبِّيُّ مولاهم الحافظ أبو عبد الرَّحمن (عَنْ عُمَارَةَ) بن القعقاع (عَنْ أَبِي زُرْعَةَ) بضمِّ الزَّاي وسكون الرَّاء، هرمٍ البجليِّ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) ☺ (فَقَالَ: هَذِهِ خَدِيجَةُ أَتَتْكَ) ولأبي ذرٍّ عن المُستملي: ”تأتيك“ وسبق في «باب تزويج النَّبيِّ صلعم خديجة وفضلها» [خ¦3820] من طريق قتيبة بن سعيدٍ عن محمَّد بن فضيلٍ إلى أبي هريرة قال: «أتى جبريلُ النَّبيَّ صلعم فقال: يا رسول الله هذه خديجة قد أتت» (بِإِنَاءٍ فِيهِ طَعَامٌ، أَوْ إِنَاءٍ فِيهِ شَرَابٌ) بالشَّكِّ، وللأَصيليِّ: ”أو شرابٌ“ ولأبي ذرٍّ: ”أو إناءٌ أو شرابٌ“ كذا بالرَّفع في الفرع وأصله(1) شكَّ هل قال: «فيه طعامٌ» أو قال: «إناءٌ» فقط، لم يذكر ما فيه، ويجوز الرَّفع والجرُّ في قوله: «أو شرابٌ» (فَأَقْرِئْهَا) بهمزةٍ مفتوحةٍ بعد الفاء وأخرى ساكنةٍ بعد الرَّاء (مِنْ رَبِّهَا السَّلَامَ، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ) في الجنَّة (مِنْ قَصَبٍ) «لؤلؤةٍ مُجوَّفةٍ» كما في «المعجم الكبير» للطَّبرانيِّ (لَا صَخَبَ) بالصَّاد المهملة والخاء المعجمة والموحَّدة المفتوحات(2)، لا صياح (فِيهِ وَلَا نَصَبَ) ولا تعب {جَزَاء وِفَاقًا}[النبأ:26] لأنَّه صلعم لمَّا دعا النَّاس إلى الإسلام أجابت(3) من غير منازعةٍ ولا تعبٍ، بل أزالت عنه كلَّ تعبٍ وآنسته من كلِّ وحشةٍ، فناسب أن يكون بيتها في الجنَّة بالصِّفة المقابلة لفعلها، قاله السُّهيليُّ في «الرَّوض»(4).
          وسبق الحديث في الباب المذكور [خ¦3820].


[1] قوله: «كذا بالرَّفع في الفرع وأصله» ليس في (د).
[2] في (د): «مفتوحاتٍ».
[3] في (د): «أجابته».
[4] قوله: «في الرَّوض»: ليس في (د) و(س).