إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم

          7467- وبه قال: (حَدَّثَنَا الحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ) أبو اليمان قال: (أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ) هو ابن أبي حمزة (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّد بن مسلمٍ أنَّه قال: (أَخْبَرَنِي) بالإفراد (سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ) أباه (عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ ☻ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم وَهْوَ قَائِمٌ عَلَى المِنْبَرِ) زاد أبو ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: ”يقول“: (إِنَّمَا بَقَاؤُكُمْ فِيمَا) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: ”فيمن“ أي: إنَّما بقاؤكم بالنِّسبة إلى «ما» أو «من» (سَلَفَ قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ كَمَا بَيْنَ) أجزاء(1) وقت (صَلَاةِ العَصْرِ) المنتهية (إِلَى غُرُوبِ‼ الشَّمْسِ، أُعْطِيَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ، فَعَمِلُوا بِهَا حَتَّى انْتَصَفَ النَّهَارُ ثُمَّ عَجَزُوا) أي: عن استيفاء عمل النَّهار كلِّه (فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا) الأوَّل مفعول «أُعطِي» و«قيراطًا» الثَّاني تأكيدٌ، والمراد بالقيراط هنا النَّصيب، وكُرِّر ليدلَّ على تقسيم القراريط على جميعهم (ثُمَّ أُعْطِيَ أَهْلُ الإِنْجِيلِ الإِنْجِيلَ، فَعَمِلُوا بِهِ) من نصف النَّهار (حَتَّى صَلَاةِ العَصْرِ ثُمَّ عَجَزُوا) عن العمل (فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُمَّ أُعْطِيتُمُ القُرْآنَ، فَعَمِلْتُمْ بِهِ) من العصر (حَتَّى غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَأُعْطِيتُمْ قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ) بالتَّثنية (قَالَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ: رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَقَلُّ عَمَلًا) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ: ”أعمالًا“ (وَأَكْثَرُ أَجْرًا؟) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: ”جزاءً“ (قَالَ) الله تعالى: (هَلْ ظَلَمْتُكُمْ) أي: هل نقصتكم (مِنْ أَجْرِكُمْ) بالإفراد (مِنْ شَيْءٍ؟) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: ”من أجوركم شيئًا“ (قَالُوا: لَا، فَقَالَ: فَذَلِكَ) أي: فكلُّ ما أعطيته(2) من الأجر (فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ) هذا(3) موضع التَّرجمة من الحديث.
          وسبق(4) في «باب من أدرك ركعةً من العصر قبل الغروب» [خ¦557] من «كتاب الصَّلاة».


[1] في (د) و(ع): «آخر».
[2] في (د): «أعطيه».
[3] في (د): «هو».
[4] في (د): «وسيق».