إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة.إلى ربها ناظرة}

          ░24▒ (بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وُجُوهٌ}) هي وجوه المؤمنين ({يَوْمَئِذٍ}) يوم القيامة ({نَّاضِرَةٌ}) حسنةٌ ناعمةٌ ({إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}[القيامة:22]) بلا كيفيَّة ولا جهة ولا ثبوت مسافةٍ، وقال القاضي: تراه مستغرقةً في مطالعة جماله، بحيث تغفُلُ عمَّا سواه، ولذلك قدَّم المفعول، وليس هذا في كلِّ الأحوال حتَّى يُنافيه نظرُها إلى غيرهِ، وحَمْلُ النّظر على انتظارها لأمر ربِّها أو لثوابه لا يصحُّ؛ لأنَّه يقال: نظرت فيه، أي: تفكرت، ونظرته: انتظرته، ولا يعدَّى بـ «إلى» إلَّا بمعنى الرؤية مع أنَّه لا يليق الانتظار في دار القرار.