إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي

          7229- وبه قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ بُكَيْرٍ) هو يحيى بن عبد الله بن بُكَيرٍ _بضمِّ الموحَّدة وفتح الكاف_ أبو زكريَّا المصريُّ قال: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ) بن سعدٍ الإمام (عَنْ عُقَيْلٍ) بضمِّ العين ابن خالدٍ الأيليِّ (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) محمَّد بن مسلمٍ الزُّهريِّ أنَّه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (عُرْوَةُ) ابن الزُّبير: (أَنَّ عَائِشَةَ) ♦ ، ولأبي ذرٍّ: ”عن عروة عن عائشة“ أنَّها (قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ) و«ما» موصولٌ، والعائد محذوفٌ، أي: الذي استدبرته، والمعنى: لو علمت في أوَّل الحال ما علمت آخرًا من جواز العمرة في أشهر الحجِّ، وجواب «لو» قوله: (مَا سُقْتُ) معي (الهَدْيَ) أي: ما قرنت(1)، أو ما أفردت (وَلَحَلَلْتُ(2)) أي: لتمتَّعت (مَعَ النَّاسِ حِينَ حَلُّوا) لأنَّ صاحب الهدي لا يمكن له الإحلالُ حتَّى يبلغ الهدي محلَّه، وقال ذلك صلوات الله وسلامه عليه تطييبًا لقلوبهم؛ لأنَّه يشقُّ عليهم أن يحلُّوا ورسول الله صلعم مُحرِمٌ.
          ومباحث ذلك مرَّت في «الحجِّ» [خ¦1651].


[1] في (ص): «قارنت».
[2] في (ص) و(ع): «وتحلَّلت».