إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم

          7171- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأُويسيُّ) وسقط «الأويسيُّ» لغير أبي ذرٍّ، قال(1): (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ) بسكون العين، ابن إبراهيم بن عبد الرَّحمن بن عوفٍ، وسقط «ابن سعدٍ» لغير أبي ذرٍّ (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) محمَّد بن مسلمٍ الزُّهريِّ (عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ) بضمِّ الحاء، ابن عليِّ بن أبي طالبٍ الملقَّب بزين العابدين التَّابعيِّ: (أَنَّ النَّبِيَّ صلعم أَتَتْهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ) ♦ وهو معتكفٌ في المسجد(2) تزوره (فَلَمَّا رَجَعَتِ؛ انْطَلَقَ مَعَهَا) ╕ (فَمَرَّ بِهِ رَجُلَانِ مِنَ الأَنْصَارِ) لم يُسمَّيا (فَدَعَاهُمَا) صلعم (فَقَالَ) لهما: (إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ، قَالَا: سُبْحَانَ اللهِ!) تعجُّبًا(3) (قَالَ) ◙ : (إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي‼ مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ): يوسوس، فخفت أن يُوقع في قلوبكما شيئًا من الظَّنِّ الفاسد، فتأثمان(4)، فقلته دفعًا لذلك، وعن الشَّافعيِّ أنَّه قال: أشفق عليهما من الكفر لو ظنَّا به ظنَّ التُّهمة.
          وهذا الحديث مرسلٌ؛ لأنَّ عليًّا تابعيٌّ؛ ولذا عقَّبه المؤلِّف بقوله: (رَوَاهُ شُعَيْبٌ) بضمِّ الشِّين، ابن أبي حمزة، ممَّا رواه المؤلِّف في «الاعتكاف» [خ¦2035] و«الأدب» [خ¦6219] (وَابْنُ مُسَافِرٍ) هو عبد الرَّحمن بن خالد بن مسافرٍ الفهميُّ مولى اللَّيث بن سعدٍ، ممَّا وصله في «الصَّوم» [خ¦2038] و«فرض الخمس» [خ¦3101] (وَابْنُ أَبِي عَتِيقٍ) هو محمَّد بن عبد(5) الله بن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن أبي بكرٍ الصِّدِّيق، ممَّا وصله في «الاعتكاف» [خ¦2039] (وَإِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى) الحمصيُّ، فيما(6) وصله الذُّهليُّ في «الزُّهريَّات»؛ أربعتهم (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّد بن مسلمٍ (عَنْ عَلِيٍّ _يَعْنِي: ابْنَ حُسَيْنٍ_) وسقط لأبي ذرٍّ «يعني: ابن حسين» (عَنْ صَفِيَّةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) ورواه عن الزُّهريِّ أيضًا معمرٌ، فاختُلِف عليه في وصله وإرساله، فسبق موصولًا في «صفة إبليس» [خ¦3281] ومُرسَلًا في «الخُمُس» [خ¦3101] فإن قلت: ما وجه الاستدلال بحديث صفيَّة على(7) منع الحكم بالعلم؟ أجيب: من كونه صلعم كره أن يقع في قلب الأنصاريَّين من وسوسة الشَّيطان شيءٌ، فمراعاة نفي التُّهمة عنه مع عصمته تقتضي مراعاة نفي التُّهمة عمَّن هو دونه.


[1] «قال»: سقط من (د).
[2] «في المجدِ»: ليس في (ص).
[3] زيد في غير (ب) و(س): «حيثُ».
[4] في (ل): «فتأثمون».
[5] في غير (د): «عتيق»، ولعلَّه تحريفٌ.
[6] في (د): «ممَّا».
[7] زيد في (د): «مَن».