إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: من كره من أميره شيئًا فليصبر

          7053- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) أبو الحسن الأسديُّ البصريُّ ابن مُسَرْهَدٍ(1) بن مسربل بن مغربل (عَنْ عَبْدِ الوَارِثِ) بن سعيدٍ، ولابن عساكر: ”حدَّثنا عبد الوارث“ (عَنِ الجَعْدِ) بفتح الجيم وسكون العين المهملة، أبي(2) عثمان الصيرفيِّ (عَنْ أَبِي رَجَاءٍ) عمران العطارديِّ (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) ☻ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) أنَّه (قَالَ: مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا) من أمر الدِّين (فَلْيَصْبِرْ) على ذلك المكروه، ولا يخرج عن طاعة السُّلطان (فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ) أي: من طاعته (شِبْرًا) أي: قدر شبرٍ؛ كناية عن معصية السُّلطان ولو بأدنى شيءٍ (مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً) بكسر الميم كالجِلسة: بيانٌ لهيئة الموت وحالته التي يكون عليها، أي: كما(3) يموت أهل الجاهليَّة من الضَّلالة(4) والفرقة، وليس لهم إمامٌ يُطَاع، وليس المراد أنَّه يموت كافرًا بل عاصيًا، وفي الحديث: أنَّ السُّلطان لا ينعزل بالفِسق‼؛ إذ في عزله سببٌ للفتنة، وإراقة الدِّماء، وتفريق ذات البَيْنِ، فالمَفسدة في عزله أكثرُ منها في بقائه.
          والحديث أخرجه البخاريُّ في «الأحكام» أيضًا [خ¦7143]، ومسلمٌ في «المغازي».


[1] «ابن مسرهد»: ليس في (د).
[2] في (د): «أبو».
[3] في (د): «لا»، وهو خطأ.
[4] في (ع): «ترك الصلاة».