إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أنا فرطكم على الحوض من ورده شرب منه

          7050- 7051- وبه قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ / بُكَيْرٍ) المخزوميُّ، ونسبُه لجدِّه، واسمُ أبيه: عبدُ الله قال: (حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ(1) بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) القاريُّ بتشديد التَّحتيَّة (عَنْ أَبِي حَازِمٍ) سلمةَ بنِ دينارٍ أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ) بسكون العين، السَّاعديَّ الأنصاريَّ ☺ (يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلعم يَقُولُ: أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ) بفتح الفاء والرَّاء، أي: أتقدَّمكم، فَعَلٌ بمعنى فاعِل، وفي الدُّعاء للطِّفل الميِّت(2): اللَّهمَّ اجعله لنا فَرَطًا، أي: أجرًا يتقدَّمنا حتَّى نَرِدَ عليه (مَنْ) ولأبي ذرٍّ: ”فمن“ (وَرَدَهُ شَرِبَ مِنْهُ) بلفظ الماضي، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: ”يشرب“ بلفظ المضارع (وَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ) أي: لم يعطش (بَعْدَهُ أَبَدًا) وسقط لفظ «بعده» لأبي ذرٍّ (لَيَرِدُ) ولأبي ذرٍّ: ”ليَردنَّ“ (عَلَيَّ) بتشديد التَّحتيَّة (أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي) ولأبي ذرٍّ: ”ويعرفونني“ بنونين (ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ).
          (قَالَ أَبُو حَازِمٍ) سلمة بالسَّند السَّابق: (فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ) بالتَّحتيَّة والشِّين المعجمة، الزُّرقيُّ (وَأَنَا أُحَدِّثُهُمْ هَذَا) الحديث (فَقَالَ: هَكَذَا سَمِعْتَ سَهْلًا) السَّاعديَّ؟ وتاء «سمعتَ» مفتوحةٌ، وهو استفهامٌ حُذِفَتْ أداته، قال أبو حازمٍ: (فَقُلْتُ: نَعَمْ) سمعتُه (قَالَ) النُّعمان: (وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ) ☺ (لَسَمِعْتُهُ يَزِيدُ فِيهِ، قَالَ: إِنَّهُمْ) أي: الذين(3) يُحال بيني(4) وبينهم (مِنِّي) من أمَّتي (فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا) كذا لأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ، ولغيره: ”ما بدَّلوا“ (بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا) بُعْدًا بُعْدًا (لِمَنْ بَدَّلَ) دينه (بَعْدِي) أي: أبعده الله، وليس فيه دلالةٌ على أنَّه لا يشفع لهم بعدُ؛ لأنَّ الله تعالى قد يُلقي لهم ذلك في قلبه وقتًا؛ ليعاقبهم بما شاء إلى وقت يشاء، ثم يعطِّف قلبه عليهم، فيشفع لهم، ففي الحديث: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمَّتي» أي: ما عدا الشِّرك.
          والحديث أخرجه مسلم في «فضل(5) النَّبيِّ صلعم ».


[1] زيد في (ع): «بن عبد الله».
[2] «الميت»: سقط من (ع).
[3] في (ص): «الذي» وهو تحريف. وفي صحيح البخاري (الحق الذي).
[4] في غير (د): «بينه».
[5] في (د): «فضائل».