إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أن ابنة النضر لطمت جارية

          6894- وبه قال: (حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ) محمَّدُ بن عبد الله المثنَّى البصريُّ قال: (حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ) الطَّويل (عَنْ أَنَسٍ ☺ : أَنَّ ابْنَةَ النَّضْرِ) بالنون المفتوحة والضاد المعجمة الساكنة، واسمها: الرُّبَيِّع _بضم الراء وفتح الموحدة وتشديد التحتية المكسورة_ وهو جدُّ أنسٍ (لَطَمَتْ جَارِيَةً) وفي رواية الفزاريِّ السَّابقة في «سورة المائدة» [خ¦4611] «جاريةً من الأنصار» وفي رواية معتمر عند أبي داود: «امرأة» بدل «جارية»(1) وفيه: أنَّ المراد بالجارية: المرأة الشَّابَّة لا الأمة الرَّقيقة (فَكَسَرَتْ ثَنِيَّتَهَا) فعرضوا عليهم الأرشَ فأبوا، فطلَبُوا العفوَ فأبوا (فَأَتَوُا) أي: أتى أهلُها (النَّبِيَّ صلعم ) يطلبون القِصاص (فَأَمَرَ بِالقِصَاصِ) وهو محمولٌ على أنَّ الكسر كان منضبطًا، وأمكن القِصاص بأن ينشرَ بمنشارٍ بقول أهل الخبرة، وهذا بخلافِ(2) غير السِّنِّ من العظامِ لعدمِ الوثوقِ بالمماثلةِ فيها. قال الشَّافعيُّ: ولأنَّ دون العظم حائلًا(3) من جلدٍ ولحمٍ وعصبٍ تتعذَّر معه المماثلةُ، وهذا مذهب الشَّافعيَّة والحنفيَّة، وقال المالكيَّة بالقودِ(4) في العظام إلَّا ما(5) كان مجوَّفًا(6)، أو كان كالمأمومةِ والمنقِّلَة والهاشمةِ، ففيها الدِّية.
          وهذا الحديث العشرون من الثلاثيات.


[1] (وفي رواية معتمر عند أبي داود: «امرأة» بدل: «جارية»): ليست في (د).
[2] في (ص): «خلاف».
[3] في (د): «حائل».
[4] في (ص) و(د): «لا قود».
[5] في (د): «إلا إذا».
[6] في (ب) و(س): «مخوفًا».