إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لا يبقى أحد منكم إلا لد غير العباس فإنه لم يشهدكم

          6886- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ) بفتح العين وسكون الميم، ولأبي ذرٍّ زيادة: ”ابن بحر“ الباهليُّ الصَّيرفيُّ البصريُّ قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى) بن سعيدٍ القطَّان قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) الثَّوريُّ قال: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ) الهَمْدانيُّ الكوفيُّ (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ) بضم العين (بْنِ عَبْدِ اللهِ) بن عتبة بن مسعود (عَنْ عَائِشَةَ ♦ ) أنَّها (قَالَتْ: لَدَدْنَا النَّبِيَّ صلعم ) بفتح اللام والدال المهملة بعدها(1) أخرى ساكنة ثمَّ نون من اللُّدُود، أي: جعلنا في أحدِ شقَّي فمه بغير اختيارهِ دواء (فِي مَرَضِهِ) الَّذي توفِّي فيه (فَقَالَ) صلعم : (لَا تَلُدُّونِي) بضم اللام (فَقُلْنَا): امتناعه (كَرَاهِيَةُ المَرِيضِ لِلدَّوَاءِ) فرفع(2) «كراهيةُ» خبر مبتدأ محذوفٍ، ولأبي ذرٍّ: ”كراهيةَ“ بالنَّصب مفعولًا(3) له، أي: نهانا لكراهته(4) الدَّواء، أي: لم يَنْهَنَا نهي تحريمٍ، بل كرهه كراهية المريض للدَّواء، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”الدَّواء“ بالألف واللام بدل: لام الجرِّ (فَلَمَّا أَفَاقَ) صلعم (قَالَ: لَا يَبْقَى أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَّا لُدَّ) قصاصًا لفعلهم وعقوبةً لهم؛ لتركهم امتثالَ نهيه عن ذلك، وفيه إشارةٌ إلى(5) مشروعيَّة القِصاص(6) من المرأة بما جنتْه على الرَّجل؛ لأنَّ الَّذين لدُّوه كانوا رجالًا ونساء، وقد ورد التَّصريح في بعض طرقهِ بأنَّهم لدُّوا ميمونة وهي صائمةٌ من أجل عمومِ الأمر (غَيْرَ العَبَّاسِ) بنصب «غير»، ولأبي ذرٍّ بالرفع، فلا تلُدُّوه (فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ) لم يحضرْكم حالة اللُّدود.
          وفي الحديث أَخْذُ الجماعة بالواحدِ، وسبقَ في «باب مرض النَّبيِّ صلعم ووفاته» [خ¦4458].


[1] في (ص) و(ع): «بعد».
[2] في (س): «برفع».
[3] في (د): «مفعول».
[4] في (د) و(ص) و(ع): «لكراهية».
[5] في (ص): «على».
[6] في (د) و(ص) و(ع): «الاقتصاص».