إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لا يأتي ابن آدم النذر بشيء لم يكن قدر له

          6694- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ) الحكم بنُ نافع قال: (أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ) هو ابنُ أبي حمزةَ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ) عبد الله بنُ ذكوان (عَنِ الأَعْرَجِ) عبد الرَّحمن بن هُرْمز (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) ☺ ، أنَّه (قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم : لَا يَأْتِي ابْنَ آدَمَ النَّذْرُ بِشَيْءٍ) بنصب «ابنَ» على المفعوليَّة، و«النَّذرُ» بالرَّفع على الفاعليَّة (لَمْ يَكُنْ قُدِّرَ لَهُ) بضم القاف مبنيًّا للمفعولِ، والجملة صفة لقولهِ: «بشيءٍ» وفي نسخة بغير الفرع وعليها شرح في «فتح الباري» وهو في «اليونينيَّة» لأبي ذرٍّ: ”لم أكنْ قدَّرته“. قال: وهذا من الأحاديثِ القُدسيَّة لكن سقطَ منه التَّصريح بنسبتهِ إلى الله تعالى (وَلَكِنْ يُلْقِيهِ النَّذْرُ إِلَى القَدَرِ قَدْ قُدِّرَ لَهُ) بضم القاف وكسر المهملة(1) المشدَّدة، مبنيًّا للمفعول، ولأبي ذرٍّ: ”قدَّرته له“ (فَيَسْتَخْرِجُ اللهُ بِهِ) بالنَّذر (مِنَ البَخِيلِ) فيه التفاتٌ على روايةِ: ”لم أكنْ قدَّرتُه“(2)؛ إذ كان نسقُ الكلام أن يقال: فأستخرجُ به ليوافق قوله: «قدَّرته»(3) (فَيُؤْتِي) بكسر المثناة الفوقيَّة، ولأبي ذرٍّ: ”فيُؤتينِي“ وله عن الحَمُّويي والمُستملي: ”يُؤتينِي“ بحذف الفاء، وله أيضا عن الكُشمِيهنيِّ: ”يؤتنِي“ بحذف الياء للجزم بدل من قولهِ: «يكن» المجزوم بـ «لم» أي: يُعطني(4) (عَلَيْهِ) أي: على ذلك‼ الأمرِ الَّذي بسببهِ نذر كالشِّفاء (مَا لَمْ يَكُنْ يُؤْتِي) يُعطي (عَلَيْهِ مِنْ قَبْلُ) أي: من قبل النَّذر.


[1] في (ع): «الدال».
[2] في (ع) و(ص) و(د): «يكن قدّر له».
[3] في (د): «قدّرته له».
[4] في (د): «يعطيني».