إعراب القاري على أول باب البخاري

مقدمة

          ♫
          رَبِّ زِدْنِي عِلمًا يا كريمُ(1)
          الحمدُ للهِ ذِي الفَضْلِ الكَبيرِ، الَّذي يُؤَاخِذُ بَعضَ عِبادِهِ بِقَلِيلٍ مِن ذُنُوبِهِم، ويَعفُو عن كَثِيرٍ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على أَفْضَلِ الأَنبِيَاءِ وأَكمَلِ الأَصْفِيَاءِ، وعلى آلِهِ وصَحْبِهِ نُجُومِ الأَبْرارِ، ورُجُومِ الفُجَّارِ، وبعد:
          فَيَقُولُ أَفْقَرُ عِبَادِ اللهِ الغَنِيِّ البَارِي: عَلِيُّ بن سُلطانِ محمَّدٍ القَارِيْ: إنَّهُ سَأَلَنِي بعضُ أَكابرِ الفُقَهاءِ مِن أَعيَانِ العُلَماءِ _بل مَن لَهُ فَضلٌ كَثيرٌ على كَثيرٍ مِنَ الفُضَلاءِ_ أَنْ أُعَلِّقَ / مِعْلاقًا _بِشَرْطِ أنْ لا يَكُونَ مِغْلاقًا_ على مِفتَاحِ كِتَاب إِمامِ المُحَدِّثِينَ، وإمامِ المُخَرِّجِينَ _أَعنِي: ((صَحيحَ البُخَارِيِّ)) الَّذي هو أَصَحُّ الكُتُبِ المُؤَلَّفَةِ على الأَصَحِّ، حيثُ قامَ في أَسانِيدِهِ بِشرُوطِ الصِّحَّةِ على الوَجهِ الأَرجَحِ_ مِمَّا يَتَعلَّقُ بِـــ(بَابِ كيفَ كانَ بَدْءُ الوَحْيِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلعم) مُنتَهِيًا إلى: (وقولِ الله) تبارك وتعالى وتعظَّم، مِن بَيَانِ الإِعرابِ على وَجهِ الخُلُوِّ من الإِغْرابِ، بِنَاءً على حُسْنِ ظَنٍّ مِنهُ فيَّ بِأَنَّ ليَ مَدْخَلًا في هذا البَابِ، ومَخْرَجًا مِنَ عُهدَةِ هَذا الجَوَابِ.
          فاعتذَرْتُ بِعَدَمِ الاستِطَاعةِ، وقِلَّةِ البِضَاعةِ، فأَلحَّ علَيَّ بِقَبُولِ المسؤول، وبِمَا تيَسَّرَ بَيَانُهُ منَ المَنقُولِ والمَعقُولِ، فامتَثَلْتُ مَقَالَهُ(2)، وأَجَبتُ سُؤَالَهُ؛ مُستعينًا باللهِ وَلِيِّ التَّوفيقِ أنْ يَهدِيَنِي سَواءَ الطَّريقِ، فأَقُولُ:


[1] جاء في هامش الأصل: فائدة: من شُرَّاح البخاري ومُحَشِّيه: أبو سليمان الخَطَّابيُّ، وابن بطَّالٍ من المالكية، والمغلطائيُّ التركيُّ المصريُّ، والمهلَّب، وقُطْب الدين الحلبيُّ، وابن المُلَقِّن، وابن التِّين، [و] الكُورانيُّ صاحب ((الكوثر الجاري على البخاري))، وابن حجرٍ العسقلانيُّ، والبرماويُّ، والعَينِيُّ، والقسطلانيُّ، والكرمانيُّ، والزَّركَشِيُّ، والكازَرُونيُّ، والبرماويُّ [كذا مكرر] والدَّمامينيُّ، والسُّيوطيُّ رحمهم الله تعالى ونفعنا بعلومهم، آمين يا معين، فهُم أربعةَ عشرَ من مُحَشٍّ وشارحٍ. علي قاري عفى عنه. اهـ.
[2] في (ح) و(ف): «مثاله».