الانتصار لسماع الحجار

نص الرسالة

          ♫
          وصلى الله على سيدنا محمدٍ وآل سيدنا محمد وصحبه وسلم.
          الحمد لله الذي جعل الانتصار من ذَوي الإحَن لحُمَّال الآثار النبوية والسنن، وشرَّفهم بصِحَّة سماعها إسنادًا، وأَتْحَفهم بروايتها اتصَالًا ودِرايتها انتقادًا، وجَعَلهم فرقةً ناجيةً بالطاعة، وأقامَهم طائفةً منصورةً لا يضُرُّهم من خَذَلهم ولا من خَالفَهم حتى تقوم السَّاعة.
          ونشهد أنَّ لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له الذي وصل مَن انقطع إليه، ونصر مَن توكل عليه، وأَفْضَلَ على من سأله ممَّا لديه.
          ونشهد أنَّ سيدنا محمدًا عبده ورسوله الذي أُوتي جوامع الكَلم تَشريفًا، ولُقِّي بدائع الحِكَم تفهيمًا وتعريفًا، وأَوصَى بِحَمَلة سنته وجَعَلهم خلفاء على أمته، صلى الله عليه وعلى آله ذَوي النَّسَب الغَالي، وأصحابه أولي السَّنَد العَالي، ما اتصل سماعٌ بخبرٍ، وحَصَل انتفاعٌ بأثَر، وسلَّم تسليمًا.
          أما بعد:
          فإن الله ╡ _وله الفَضل والمِنَّة_ أكرم هذه الأمة المحمدية بإسناد السُّنَّة، وأقام لها خدامًا، وجعلهم بمعرفة متونها ورجالها حكَّامًا، يُقْبَل ما صَحَّحُوه، ويُهْمَل ما ضَعَّفوه وطَرَحُوه، ويُؤخَذُ عمَّن حَكَموا بتوثيقه، ويُسمع ممَّن أَثبتوا سماعه بطريقِهِ، لم يزالوا على ذلك سرًا وجهرًا، من الصدر الأول وهلَّم جرًا.
          من ذلك ما حُكِم لشيخِ مشايخنا الكِبَار أبي العباس أحمد بن الشِّحنة أبي طَالب الحَجار(1) حكَمَ جميعُ أئمة عَصْره من أهل هذا الشَّأن بسماعِه لجميعِ صحيح البخاري كاملًا بلا نقصان، مَن قال بضد ذلك لا يُلْتَفَت إليه، لكنه إذ قيل لا بدَّ من التنبيه عليه.
          كما نبَّه عليه حافظ الإسلام / أبو الحجاج المِزِّي(2)، وغيره من الأعْلاَم، حسْبَما إلي وصَل، ومن الثقات لَديَّ حصل، فَوقَفْتُ على أَورَاقِ أسماء بعض مَن سَمِع صَحِيحَ البخاري على الشيخِ العالمِ المقرئِ سراج الدين أبي عبد الله الحُسَين بن المُبَارك بن محمد بن يَحْيَى بن مُسلم بن الزَّبيدي الحنبلي البغدادي(3) _أثابه الله تعالى_ بالجَامع المُظَفَّري(4) بسفح جبل قاسيون.
          وابتداءُ القراءة عليه كان في أواخر شوال سنة ثلاثين وست مائة وآخرها عاشر ذي القعدة من السنة، وذلك في اثنين وعشرين مجلسًا، هي معيَّنة في الأوراق المشار إليها، مرموزٌ لكل مجلس بحرف من حروف الجُمَّل(5)بالقلم الهندي إلى العشرة، وبالعربي إلى آخر المجالسِ، مِنْهم من كَمُلَ له سماعُ جَميعِ الصَّحيح، ومنهمْ من لَه فَواتٌ ذُكِر في أوراقِ الفَوَات على حِدَةٍ من أوراقِ السَّماع، ذُكِروا مَجْلسًا مَجْلسًا، فَوجَدت في الوجْهَة الأُولى من الورقة السادسة من السماع بعد ذكر اثني عشر نفْسًا في الوجهة بخط كاتب أسماء السامعين ما صورته: ومحمد [كتب فوقه: لا فوت] وأحمد وناصر [كتب فوقه:حرف ق](6) أولاد أبي طالب الشحنة وكتب فوق ذلك علامات المجالس الإثنين وعشرين مجلسًا التي قرئ فيها جميع الصحيح، وذكر بعد ذلك إبراهيم بن الشيخ عبد الله بن يونس الأرموي، وعُلِّمَ فوقه عَلامَة سَماعه رابع مجلس لم يُعَلَّم له غَيرُه. ثم كتب بعد إبراهيم فقال: وخلف بن أبي طالب بن نعمة الشُّحْنة، وكتب فوقه لا فوت وعَلَّم له فوق ذلك سماع أربعة مجالس الأول والثاني والرابع والخامس، ثم وجدت في أول أوراق الفوات ما صورته:
          فوات المجلس الأول: وكتب فَوقه أُعيد إلى (باب الصلاة من الإيمان) وإلى (باب من اسْتَبرأ لدِينه).
          ثم قال خلف ومحمد وأحمد أولاد الشحنة وأحمد بن محمد بن عطا (باب علامات المنافق).
          فعُلِم بهذا أنَّ فَوت أولاد الشُّحنة ومن ذُكِر معهم أُعيد لهم، فصَحَّ سماع جميع الصَّحيح لأحمد ابن الشُّحنة ومن ذُكِر مَعَه، لأن الذي ذَكَر كاتبُ الأسْماء أنَّه أُعيدَ هو أكْثَر من فوات أولاد الشحنة ومن معهم، لا سيما وقد كَتَب على أسمائهم لا فوت، بمعنى أُعيد لهم، لأنَّ من اصطلاح كاتب الأسماء أن من كَتَب على اسمه (ف) فله فوتٌ في بعض المجالس، ومن كتب عليه (لا فوت) فهو ممن أعيد له فَوْته من بعض / المجالس التي سمعها، ومن كتب عليه علامة اثنين هكذا ░2▒ فهو من أعيد له بعض فوته أو حصل فيه شك.
          فإن زاد مع هذه العلامة عينًا ممدودة هكذا (عـــــ) فهو مَن ليس له فوت إلَّا في ذلك المجلس.
          ومن كتب عليه كافًا هكذا (كـــــــ) فهو مَن ليس له فوتٌ في المجالس التي سمعها بل له فوت مجلس كامل أو أكثر.
          ومن كُتب عليه عَلامة الأربعة بالهندي هكذا ░4▒ فهُو مَن ليس له فَوْت أصْلًا وكَمُل له سَماع الصَّحيح.
          وقد نَظر الإمام المحدَّث الْمُفِيد أمين الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد ابن الوَاني(7) في أوراق السَّماع المذكورة حَسبَ ما نَظَرتُه كَذلك فَعَلَّق منها فيما وجَدتُه بخطِّه صِفَة سُؤال وإن لم يُصرِّح به فِيما يَتَعلق بسَمَاع أحمد ابن الشُّحْنة فقال على وجه الْجُزء يعني ما صُورته: كُتِب في طَبَقة السَّامعِين منهُم مَن كَمُل له، وبعضُ من تَيَسَّر وخَفَّ فَواتُه، ولم يُكتَب ابن الشُّحنة، وإن كانَ بعَلامَة لا فَوت فَعَلى أخيه خَلف عَلامَة لا فَوت، وجَمِيع ما سَمِع أربعُ مواعيد، وإنْ كَانَت عَلامَة الإعادة ░2▒، فإبراهيم بن عبد المنعم بن أبِي الفَضْل عُلِّم لَه (2 عــــ) وقد كَتَب له السَّيف(8) : له فوتٌ يُنظَر إنْ لم يَكُن أُعيد لَه، فَمَّن ضَرب عليه أعيد له مُحقَّقًا، أو من كُتب عَليه أُعيد له أو من كتب أعيد له إلى كذا، إبراهيمُ بن نجمِ الدين في آخر الصفحة الأولى، كُتِب عَليه لا فَوات وقد فاتَه السادس بكَمَاله. انتهى ما وجَدْتُه بخط ابن الواني.
          وقد أجَاب عنه حافظ الإسلام أبو الحَجَّاج المزِّي في جزء يتعلق بسَماع الشَّيخ أبي العباس أحمد بن الشُّحْنة أبي طَالب لصحيح البخاري عَلَى الْحُسين بن الزَّبَيْديّ بالْجَبَل.قال فيه فيما وجَدْتُه بخطه جوابًا عمَّا كتَبَه ابن الواني، قال المزِّي: «فإن قال قائل: فَقد كُتِب على وَجْه الْجُزء الذي فيه الأسماء ما صورته: كُتِب في طبقة السَّامعين منهم مَن كَمُل له، وبعضُ مَن تَيَسر وخفَّ فَواته، ولم يكتب اسم ابن الشُّحْنة، قيل: ليس هذا بأول عام دخَلَه التَّخْصيص، وما ذكرناه دليلٌ ظاهرٌ فلا يَكون هذا مقدمًا عليه.
          وإن قيل: إنْ كَان بعلامة لا فوت يُسْتَدل على عدم الفَوت، فعلى اسم أخيه / خَلف عَلامة لا فَوت، وجميع ما سمع أربعة مَواعيد، قيل: إن عَلامَة لا فَوت إنَّما هي لِمَن ليس له فوت في بعض مَجْلس، وأمَّا من له فَوت مجلس كامل فهو بتَرْك العَلامة في أوراق الأسْماء، وليس لأحمد فوتٌ في شيء من ذلكَ كَما تَقَدم التَنْبيه عَليه.
          وإنْ قيل: إن كانت علامة الإعادة ░2▒، فإبراهيم بن عبد المنعم بن أبي الفضل عُلِّم له (2 عـــــ)، وقد كتب له السَّيْف: له فَوت يُنظر إن لم يكن أعيد له، قيل: علامة ░2▒ لمن أعيد له بعضُ فَوته أو حصل فيه شكٌّ وتلك العَلامة إنما ِهي على اسم خَلَف لا على اسم أحمد.
          وإن قيل: إبراهيم بن نجم الدين في آخر الصفحة الأولى كتب عليه لا فوات، الأول، وقد فاته المجلس السادس بكماله، قيل: قد تقدم الكلام أنَّ ذلك لمن ليس له فَوتٌ في بَعْض مجلس، وأمَّا من له فَوت مجلس كامل فإنَّ عَلامَته تركُ العَلامَة والله أعلم، وكَتَب يوسف المزي». انتهى.
          وما وَجَده ابن الوانِي على وجه الجُزء، وجَدْتُه أيضًا على وجه الجزء المُشار إليه، وهو غَاشِية أوراق السَّامعين المُقَدَّم ذكرها، وهو بخط الإمام سيفِ الدين أحمد بن المجْدِ عِيسى، ابن الشيخ موفق الدين أبي محمد عبد الله، بن أحمد بن محمد ابن قُدامَة، وطبقة السَّماع على ابن الزُّبَيْدي، كَتَبها الإمام سيف الدين على نسخة الصَّحيح التي هي وقف، مقَرُّها بدار السُّنة الضِّيائية(9) بسفح قاسيون بدمشق، عِدَّة من كُتب فِيها مِمَّن كَمُل لهم سماع الصحيح أربعمائة نفس وخمسة عشر نفسًا، والذين كتَبَهم ولهم فَوت اثنان وخمسون نفسًا، ثم قال السَّيف ابن الْمَجْد كاتب طبقة السماع بعد ذكر المفَوِّتين: وهؤلاء يُمْكن أن يكون أُعيد لهم فَواتُهم لكن لم يتحَقَّق ذلك، فكُتِبوا كمَا تَرى بالفَوْت، وبَقي آخَرون مِمَّن له فَوتٌ لم يَتَّسِع الوقْت لتَعْيينه والله المسْتَعان، وهو في الأوراق مكتوبٌ يُراجِعُها من أراد ذلك منهُم إن شاء الله تعالى.
          فقد ذَكَر السَّيف ابن الْمَجْد أنه تَرك آخَرين ممَّن له فَوتٌ في أوراق السَّماع.
          وقال الحافظ أبو محمد القاسم ابن البَرْزَالي(10) فيما وجَدْتُه بِخَطه في طبقة سَماع الصَّحيح على أبي العبَّاس أحمد ابن الشُّحْنة أبي طَالب المذكور / في أربعة عَشَر مجلسًا أوَّلُها يوم السبت ثالث شهر رَمَضان، وخَتم بِمَقصورة الخَضِر ◙، وهي الآن مصَلَّى الحنَابلة، قِبْليَّ الجَامع بغَرْبٍ، بقراءة أبي محمد ابن البَرزالي لِمُعظَم الكتاب، وبقراءة الفَخر عبد الرحمن بن محمد البَعْلَبكِّي(11) لقطعة جيدة منه، وبقراءة ابن طُغْرِيل(12) لمعظم الميعاد(13) الثَّالث، فذكر البِرْزَالي في أول طَبقة سَماع الصَّحيح المشار إليها على أحمد ابن الشُّحْنَة بسماعه من الحسين ابن الزُّبَيْدي، قال: وطبقة سماعه في النسخة وقف الضِّيائية ولكن اسمه مع إخوته في الجزء الذي فيه أسماء السامعين الموقوف بالضيائية انتهى.
          وقد تقدم صفة سماعه وأول ظهوره للطلبة كان في سنة ست وسبع مائة، نبَّه عليه الشيخ الإمام شهاب الدين أبو العبَّاس أحمد بن ألطنبا الفوارسي ابن الحلبية(14) فقال عند المعظمية حجارٌ من أهل الصالحية مسِنٌّ عمْرَه بالجَبَل لعله سمع فسلوه، فأتوه وسأله الشيخ محب الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن المحب المقدسي(15)، فقال له: كان شيء وراح، فسألوه عن اسمه ونسبه فأخبرهم، فنظروا في الطباق التي يحتمل سماعه فيها، فوجدوا اسمه لسماع أجزاء، فسأله حينئذ الحافظ أبو عبد الله محمد ابن الذهبي(16) عن سنِّه إذ ذاك، فقال: أذكر موت المعظم، يعني شرف الدين عيسى ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب(17)، وكان موته في ذي القعدة سنة أربع وعشرين وست مائة.
          ثم سأله الذهبي عن حصار الملك الناصر داود، فعرفه، وكان الحصار في سنة ست وعشرين وست مائة، وقال: كنت أروح بين إخوتي إلى الكُتاب حينئذ، قال: وذكر أنَّه كان ينصرف من السماع على ابن الزَّبيدي مع الصبيان وينزل إلى نهر تورة يسبح معهم فيه، وقال الذهبي عنه: قد سمع الصحيح في سنة ثلاثين وستمائة.
          قال: وقد روى الصحيح أكثر من ستين مرة، وحدَّث بالشام ومصر وحماة وغير ذلك من البلاد.
          قال: وإليه المنتهى في الثبات وعدم النعاس، وربما أسمع في بعض الأيام من بكرة إلى المغرب، وحج سنة الطَّيَّار(18)، وفيه دين وملازمة للصلاة لكن ربما أخرها في السفر ويقضيها على طريقة العوام.
          قال: وهو شيخ / كامل البنية، له همةٌ وجلادةٌ وقوة نفسٍ، وعقلٌ جيد، وسمعه ثقيلٌ، وقد ذهب غالب أسنانه.
          قال: وقد تعدى المائة بسنوات يسيرة.
          ثم ذكر الذهبي وفاته.
          وقد أجمع الحفاظ على صحة سماع أحمد ابن الشحنة المذكور لجميع الصحيح فلا عبرة بمن قدح في ذلك.
          والذي بلغنا من القدح أمران:
          أحدهما: في سماعه للصحيح وأنَّه بفوت، وقد بيَّنا صحة سماعه لجميع الصحيح فيما تقدم.
          وقال الإمام العلامة شمس الدين(19) أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي العاقولي(20) _قدم علينا دمشق قبل الفتنة_ في كتابه «الدراية في معرفة الرواية» في ترجمة الشيخ الثالث والخمسين من مشايخه حين ذكر بعض ترجمة الحَجَّار وذكر سماعه من ابن الزَّبيدي لجميع الصحيح فقال: ثابت لا شك فيه ولا امتراء، وذلك في سنة ثلاثين وست مائة بجامع الصالحية بسفح قاسيون ظاهر دمشق، والعبرة في ذلك بقول الحُفَّاظ المنزهين عن الأهواء والأغراض، وقد سمع عليه البخاري بسنده(21) هذا جماعةٌ منهم، وحققوه، فلا عبرة بقول بعض أهل هذه البلاد في خطبة مشيخته تعريضًا به: «وفي سماعه بحوث وأنظار»؛ لأنَّ قوله هذا ناشئ عن غرض بَيِّن لا خفاء به عند محقق، وهو طلبه لما زعم من انحصار الرواية في الشيخ رشيد الدين(22) وطبقته أنهم انقرضوا، لئلا يشاركه في علو روايته عنهم من سمعه من الحَجَّار بعد وفاة الشيخ رشيد الدين بعشرين سنة، وهذا من المقاصد الواجب تجنبها على كل مسلم، والتحرز عن مثل ذلك في باب الرواية فإنه من الآفات التي يجب التنبه لها والتبري عنها، وأيُّ بحث ونظر فيما حققه الحفاظ العارفون وأخبروا به؟. انتهى.
          والرجل الذي كنى عنه العاقولي بقوله: «بعض أهل هذه البلاد» هو فيما قاله لي الشيخ الإمام العلامة المفسر اللغوي أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمود بن محمد بن محمد بن مودود الجعفري(23) من قبل أبيه الأنصاري السُّلَمي من قبل أمه البخاريُّ قدم علينا حاجًا عن شيخه أبي طاهر محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الأوسي الطاهري(24) عن الإمام المحدث أبي حفص عمر بن علي بن عمر القزويني(25) نزيل مدينة السلام / أنه قال عن الحَجَّار: «وفي سماعه بحوث وأنظار».
          ورأيت شيخنا الجعفري مائلًا إلى هذا القول، وأن إسناد أهل الشام بالصحيح عن الحَجَّار _وفيه هذا المقال_ فلم أبحث معه في نقضه والرد على قائله، بل ذكرتُ له أن إسناد أهل الشام بالصحيح ليس عن الحَجَّار فقط، بل عن جماعة من أصحاب الحسين ابن الزَّبيدي منهم أم محمد وزيرة ابنة عمر بن أسعد ابن المنجا التنوخية(26).
          وأما الرشيد شيخ القزويني الذي أشار إليه العاقولي هو الإمام رشيد الدين أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم عبد الله بن عمر بن أبي القاسم المقرئ الحنبلي(27) شيخ رباط الأرجوانية ببغداد، وهو يروي الصحيح عن أبي الحسن علي بن أبي بكر بن رُوزْبَة القلانسي عن أبي الوقت، فالرشيد وابن الشحنة الحَجَّار في طبقة واحدة فمَن أخذ عن الحَجَّار ساوى من أخذ عن الرشيد.
          والأمر الثاني: أنه زعم بعض مَن لا خبرة له بترجمة أحمد ابن الشحنة الحَجَّار أنه كان له أخ اسمه أحمد أكبر منه وهو الذي سمع على ابن الزَّبيدي صحيح البخاري وغيره، وهذا باطلٌ فإنَّ الذي حققه الحفاظ كالمزي والذهبي والبرزالي وسائر المحدثين أن أحمد الذي ظهر سماعه كما تقدم هو الذي قرؤوا عليه وسمعوا منه وأخذوا عنه لا شك في ذلك ولا ريب ولم نسمع ولم نر أحدًا تابع هذا القائل فيما زعم.
          وأولاد أبي طالب(28) إخوة الحَجَّار معروفون محصورون فأبوهم هو أبو طالب _ اسمه كنيته_ ابن نعمة _وكَنَّوه أبا النَّعَم_ بن حسن بن علي بن بيان، من أهل دير مُقَرِّن قرية بين قرية الفيجة والزبداني من أعمال دمشق، كان لأبي طالب بها ملك وبساتين ودار مليحة ثم انتقل إلى الصالحية فأقام بها وصار شحنتها _والشِّحنة هو الوالي_ وبقي على ذلك قريبًا من أربعين سنة، ومن تواقيعه بذلك توقيع أشرفي، وله مقرَّر على ذلك مائة درهم على قرية حرستا، ومات أبو طالب هذا بعد الخوارزمية في دولة الملك الصالح أيوب المتوفى في شعبان سنة سبع وأربعين وست مائة.
          وأولاد أبي طالب: خلف _ويقال: خليفة_ وناصر، وقيل: منصور لأن اسمه في أوراق / أسماء سامعي الصحيح على ابن الزبيدي مع أخويه محمد وأحمد ناصر لكنه كتب على الألف من ناصر (منـ) وألصقت بالصاد فكان الصحيح منصور ويؤيده أن اسمه في أوراق ضبط الفوات منصور بن أبي طالب الشحنة (باب الفهم في العلم).
          ومن أولاد أبي طالب محمد وأحمد فهؤلاء أولاد أبي طالب الشحنة.
          وكذلك ذكر عدتهم الحافظ أبو محمد القاسم ابن البرزالي فيما وجدته بخطه.
          فأما خليفة بن الشحنة فتوفي عن بنتين ثم ماتتا وانقرض نسله، وأما ناصر فأعقب بنتًا، وأما محمد فتوفي ولم يعقب لأنه مات ولم يتزوج.
          وأما أحمد _وهو راوي الصحيح وغيره _ فأعقب أولادًا وتناسلوا، تزوج في دولة الناصر وكان له أربع زوجات، وتسرى وولد له أحد عشر ولدًا منهم ذكور ثلاثة منهم: عبد الرحيم وعلي.
          فأما عبد الرحيم فولد له خمسة أولاد، وهم: محمد وأحمد وعمر وزاهدة وست الأمة.
          وأما علي فولد له ثلاثة أولاد: محمد وصفية وعائشة.
          ومن بنات الحَجَّار فاطمة وكان لها من الأولاد: أبو بكر وسليمان وخليل وخديجة من زوجها أحمد بن علي الحجاوي المقرئ.
          هذا الذي علمناه من ذرية أبي طالب والد أبي العباس أحمد ابن الشحنة الحَجَّار.
          وكان أحمد في أول أمره خياطًا، ثم خدم بقلعة دمشق هو وأخوته حجَّارين في سنة أربع وأربعين وست مائة، ثم قرروا أحمد المذكور مقدم الحَجَّارين فبقي خمسًا وخمسين سنة مقدَّمهم، وجعل له من المعلوم على ذلك في كل شهر خمسة وأربعين درهمًا، وكان يحمل السيف ويقف في الخدمة، ثم انقطع عن الخدمة وفرضوا له على بيت المال ثلاثين درهمًا في كل شهر.
          ثم حصل له بعد ذلك دنيا ولم تزل الطلبة يفدون إليه ويقيدون عنه ويقرؤون عليه.
          وقد تفرد بأمور منها تفرده بالرواية سماعًا عن ابن الزبيدي وابن اللتي مدة سنين لا يشاركه أحدٌ.
          وآخر شيء حدث به من الأجزاء «الأمالي والقراءة» لابن عفان، و«مسند عمر ╩» للنجَّاد، و«حكايات إبراهيم بن أدهم» رحمة الله عليه وكان إسماعه لذلك في يوم السبت الثالث والعشرين من صفر / وتوفي ⌂ في يوم الاثنين بين الظهر والعصر في الخامس والعشرين من صفر المذكور سنة ثلاثين وسبعمائة ودفن من الغد يوم الثلاثاء بسفح قاسيون ونزل الناس بموته درجةً.
          وقد حدث عنه خلقٌ، حدَّثنا عنه منهم جماعةٌ، آخرهم خاتمة أصحابه رواية عنه سماعًا الشيخة الصالحة المسندة المعمرة الأصيلة أم عبد الله عائشة(29) بنت المحتسب أبي عبد الله محمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسية الصالحية، آخر مَن روى عن الحَجَّار المذكور صحيح البخاري بالسماع، تفردت بذلك فيما نعلم لكن سماعها للصحيح على الحَجَّار يكون بمقتضى مولدها حضورًا في السنة الرابعة من سني عمرها، وكتبها سامعة مثبت سماعها على الحَجَّار، ورجح سماعها بعض المفيدين وغيره من المحدثين، وقد سمعت عائشة المذكورة على الحَجَّار «الأربعين الطائية» و«الأربعين الآجرية» و«الأمالي والقراءة» لابن عفان وغير ذلك.
          وسمعت «صحيح مسلم» على جماعة من أصحاب أبي العباس أحمد بن عبد الدائم.
          وعلى عبد القادر بن الملك «سيرة ابن إسحاق تهذيب ابن هشام» سوى الميعاد الثاني منها فقط.
          وعلى عبد الله بن أبي التائب وآخرين.
          وأجاز لها في سنة سبع وعشرين وسبع مائة من حلب إبراهيم بن صالح ابن العجمي ومحمد بن يوسف بن أبي العز الحراني ومحمد بن محمد بن حسين سبط الحسن الصقلي.
          ومن حماة شيخ الإسلام أبو القاسم هبة الله بن عبد الرحيم ابن البارزي الشافعي وعبد العزيز بن إدريس بن مزيز وأخوه أحمد.
          وأجاز لها في سنة ثمان وعشرين من بلد الخليل شيخ القراء إبراهيم بن عمر الجعبري ومحمد بن كامل بن تمام التدمري.
          ومن القدس الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد بن جبارة إمام الحنابلة بالمسجد الأقصى.
          ومن نابلس عبد الله بن محمد بن يوسف بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور.
          وتفردت بالرواية عن هؤلاء فيما أعلم، ووليت وظيفة الإسماع بجامع دمشق وكانت سهلةً في السماع لينة للطلبة.
          توفيت ◄ يوم الأربعاء، قبيل العصر الرابع من جمادى الأولى / سنة ست عشرة وثمان مائة، وصلي عليها من الغد بالجامع المظفري بسفح قاسيون، ودفنت بتربة العفيف إسحاق الآمدي فوق الروضة من قاسيون وكانت جنازتها حفلة.
          وأصحاب الحَجَّار المذكور، منهم من سماعه منه صحيح ثابت بالتطبيق، أو له منه إجازة مطلقة هي عند الأئمة محققة، ومنهم مَن ادعى السماع منه ولم يصح ذلك عنه، ومنهم من اُدعي له ذلك فتلقنه، أو اُدعي له بعد موته فعلم الناقد بطلانه وتَبَيَّنه كمَن حدَّث فيما وجدته بخطه بصحيح البخاري عن جماعةٍ منهم، قال: وأخبرنا الشيخ زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل المعروف بناظر الصاحبة(30) بقراءتي عليه بالجامع المذكور إلى حين وفاته عن الحَجَّار إجازة إن لم يكن سماعًا.
          قال أيضًا: وأخبرنا الشيخ زين الدين أبو حفص عمر البالسي ☼ بقراءتي عليه بالجامع المذكور إلى حين وفاته بسماعه من الحَجَّار ثم ذكر إسناد الحَجَّار إلى البخاري.
          وهذا باطلٌ بيقين.
          أما ناظر الصاحبة وهو شيخنا أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن الموفق إسماعيل بن أحمد بن محمد ابن الذهبي التاجر أبوه، وهو سبط الإمام يوسف بن السيف يحيى بن الناصح عبد الرحمن بن الحنبلي، فإن مولده كان في سنة سبع وعشرين وسبع مائة، وقد حضر على جده ابن الحنبلي المذكور وهو في الخامسة من عمره في شهر رجب وفي شوال كلاهما من سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة، فلم يسمع من الحَجَّار.
          وأما البالسي فهو شيخنا أبو حفص عمر بن الشيخ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عمر بن سلمان بن أبي سالم بن علي البالسي، فإن مولده سنة اثنتين وثلاثين وسبع مائة، وقد حضر في الخامسة من عمره على زينب ابنة الكمال في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين، وحضر عليها في الرابعة من عمره في شهر رجب وفي شهر رمضان كلاهما من سنة ست وثلاثين وسبع مائة، فكيف يسمع من الحَجَّار وقد مات قبل مولده بسنتين ونيف.
          وآخر من رأينا وسمعنا ممَّن روى عن الحَجَّار بالإجازة الخاصة الشيخ المعمر الشريف أبو إسحاق إبراهيم بن حجي بن علي بن عيسى الحسني الأطرابلسي ثم الخليلي(31) كان مولده سنة خمس / وعشرين وسبع مائة فيما ذكر لي، وتوفي ☼ بعد سنة ست وعشرين وثمان مائة.
          وذكر أنه سمع من الحَجَّار ولم يصحَّ، فمن ادعى بعد موت عائشة ابنة عبد الهادي وإبراهيم المذكورين أنه لقي أحدًا ممَّن سمع من الحَجَّار فقد كذب وكان كلابس ثوبي زور بين من طلب؛ لأن إبراهيم المذكور فيما نعلم من الأمر المشهور آخر من بقي في الأقطار ممن أجاز له خاصًا الحَجَّار، وبذكره ختمنا هذا المؤلف المسمى بـ «الانتصار».
          ونسأل الله البر الرحيم الجواد الكريم ذا الجلال والإكرام أن ينجينا من النار ويدخلنا الجنة بسلامٍ آمين.
          الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمدٍ خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليمًا.
          آخر الانتصار لسماع الحَجَّار
          علقه مؤلفه محمد بن أبي بكر عبد الله بن محمد عفا الله عنهم بكرمه(32).


[1] أحمد بن الشِّحنة أبي طَالب الحَجَّار
(ولد في حدود 624 - 730هـ)
(صاحب السماع، الموضوع الرئيسي للكتاب)
أحمد بن أبي طالب بن نعمة بن الحسن بن علي، المُعَمَّر الكبير، رحلة الآفاق نادرة الوجود شهاب الدين أبو العباس الدِّيرمقرني ثم الصالحي ابن الشحنة الحَجَّار.
يقول الذهبي: أتيته وسمعت منه في سنة ست وسبع مائة، وسألته عن سنه إذ ذاك فقال: أذكر موت المعظم. وموت المعظم في سنة أربع وعشرين، فسألته عن حصار الناصر داود في سنة ست فعرفه، وسأله قبلي بأيام الشيخ علم الدين [البرزالي] فقال: لي الآن اثنتان أو ثلاث وثمانون سنة، فعلى هذا يكون مولده سنة ثلاث أو أربع وعشرين وست مائة.
ولما قرأت عليه الصحيح بكفر بطنا في شعبان سنة عشرين، كان يقول لهم: قد كملت المائة، ولي مائة سنة وسنة.
وهو شيخ كامل البنية، له همة وجلادة، وقوة نفس، وعقل جيد، وسمعه ثقيل، وقد ذهب غالب أسنانه، وقد روى الصحيح إلى آخر سنة ست وعشرين، أزيد من ستين مرة، وإليه المنتهى في الثبات، وعدم النعاس، ربما أسمع في بعض الأيام من بكرة إلى المغرب.
حدث بمصر بالصحيح مرتين، وبحماة، وبعلبك، وحصل له في سفراته ذهب كثير، وخِلَعٌ، وإكرام زائد.
له إجازة من ابن بهروز، والقطيعي، وياسمين البيطارية، وطبقتهم.
وفيه دين وملازمة للصلاة... وكان أميًا لا يكتب ولا يقرأ إلَّا اليسير من القرآن، حدَّث في صفر سنة ثلاثين وسبع مائة، وتحدثوا بموته، وأفاق فقرؤوا عليه أجزاء ثم مات يوم الخامس والعشرين من الشهر. انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي: الترجمة 115، وترجمته مبسوطة بشكل موسع في كتابنا الذي نقدمه.
[2] الحافِظ المِزِّي
(654 - 742 هـ)
(نبه على السماع، ودفع الإشكال الذي ورد عليه)
يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف، أبو الحجاج، جمال الدين ابن الزكي أبي محمد القضاعي الكلبي المزي: محدث الديار الشامية في عصره، ولد بظاهر حلب، ونشأ بالمزة [من ضواحي دمشق] وقرأ القرآن وتفقه قليلًا، ثم طلب هذا الشأن سنة خمس وسبعين وست مائة، ومشيخته نحو ألف شيخ، وأخذ عن الشيخ محيي الدين النووي وغيره، وسمع بالشام والحرمين ومصر وحلب والإسكندرية وغيرها، وأتقن اللغة والتصريف، وكان كثير الحياء والاحتمال والقناعة والتواضع والتودد إلى الناس مع الانجماع عنهم، قليل الكلام جدًا، حتى يُسأل فيجيب ويجيد، وكان لا يتكثر بفضائله ولا يغتاب أحدًا، ويتوجه إلى الصالحية ماشيًا إلى أن دخل في العشر التسعين وهو على ذلك، فما ونى وما فتر ولا لهى ولا قصر، وعني بهذا الشأن أتم عناية، وقرأ العربية، وأكثر من اللغة والتصريف وصنف وأفاد. انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي: 2/389، تذكرة الحفاظ للذهبي: 4/193، الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة: 6/228، الأعلام للزركلي 8/236.
[3] ابن الزَّبِيدي
(546 - 631 هـ)
(شيخ أحمد بن الشحنة الحَجَّار، وراوي صحيح البخاري من طريق مسند زمانه عبد الأول أبي الوقت السجزي).
الحسين بن المبارك بن محمد بن يحيى، أبو عبد الله، سراج الدين، ابن الزَّبيدي: الشيخِ العالمِ المقرئِ الفقيه، له علم باللغة والقراآت. زبيدي الأصل، الحنبلي. بغدادي المولد والوفاة. حدَّث ببغداد ودمشق وحلب وغيرها، روى عن أبي الوقت السّجزي، وأبي زرعة المقدسي، وأبي زيد الحموي، وغيرهم. وقرأ القرآن بالرِّوايات. وتفقه في المذهب وأفتى، وكانت له معرفة حسنة بالأدب، وكان فقيهًا، فاضلًا، ديِّنا، خيِّرًا، حسن الأخلاق، متواضعًا. وحدَّث ببغداد، ودمشق، وحلب، وغيرها من البلاد. وسمع منه أُمم، وروى عنه خلق كثير من الحفَّاظ وغيرهم، منهم الدُّبيثي، والضياء. وآخر من حدَّث عنه أبو العبَّاس الحجَّار الصَّالحي، سمع منه «صحيح البخاري» وغيره، ودرس في مدرسة عون الدِّين ابن هُبيرة، وصنَّف تصانيف.
ذكر الذهبي في «معجم شيوخه الكبير» من شيوخه وشيخاته الذين روى عنهم وهم رووا عن الشيخ الزبيدي، وكانوا أقرانًا للشيخ الحَجَّار في سماعه منه، أكثر من ستين شيخًا وشيخة، وأسردهم هنا مرتبة أسماؤهم على تاريخ الوفاة ليظهر لنا جليًا أمورًا هامة كانت سببًا في تأليف الكتاب، وسببًا في نشره وتحقيقه الآن:
أولًا: مدى العناية بمجالس الحديث
ثانيًا: تأثير فتن ذلك الزمن على هذا الجانب من المعارف وبالأخص عام فتنة التتار سنة (699).
ثالثًا: بيان وجهة نظر ابن ناصر الدين الدمشقي وغيره من العلماء ممن أظهروا صحة سماع ابن الشحنة الحَجَّار، والذين اجتهدوا في البحث عمن يحمل إسنادًا عاليًا في زمانهم.
وإليك أسماء هؤلاء الرواة:
- الملك الأشرف، الأشرف أبو الفتح موسى شاه أرمن ابن الملك العادل، (576 -635 هـ).
- عبد الله بن أحمد بن فخر الدين محمد بن عبد الوهاب الأنصاري الدمشقي ابن الشيرجي (674 هـ) من أعيان الرؤساء
- عتيق بن عبد الجبار بن عتيق الأنصاري الصقلي الإسكندراني المولد الدمشقي الدار الشاهد (603-676هـ).
- محمد بن داود بن إلياس الفقيه شمس الدين أبو عبد الله البعلبكي الحنبلي(598-679 هـ).
- سليمان بن عبد الله بن أمرن الزيلعي الأسود الحنفي، (681 هـ)
- ابن الشريجي محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب الرئيس عماد الدين أبو عبد الله الأنصاري الدمشقي ابن الشريجي (613-683 هـ)
- يوسف بن محمد بن عبد الله الإمام المحدث بقية السلف مجد الدين أبو الفضائل المصري ثم الدمشقي الكاتب ابن المهتار الشافعي (685 هـ).
- سعد الخير بن عبد الرحمن بن نصر بن علي النابلسي أبو محمد أبو القاسم الشافعي المعدل، من أعيان شهود دمشق (687 هـ).
- عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي بن علي خطيب الشام جمال الدين أبو محمد الربعي الدمشقي الشافعي (612 -689هـ).
- عمر بن يحيى بن عمر بن حمد المحدث المعمر فخر الدين أبو حفص الكرجي الشافعي(599-690 هـ).
- إبراهيم بن داود بن ظافر بن ربيعة جمال الدين أبو إسحاق العسقلاني ثم الدمشقي الفاضلي الشافعي شيخ القراء (622 -692هـ).
- سونج بن محمد بن سونج بن عمر بن إبراهيم أبو علي التركماني الدمشقي الفقير (620-694هـ).
- عبد الصمد ابن قاضي القضاة عماد الدين عبد الكريم ابن قاضي القضاة جمال الدين عبد الصمد بن محمد الأنصاري أبو القاسم ابن الحرستاني الدمشقي الشافعي (619-694 هـ).
- أبو بكر بن عباس بن أبي منصور بن عكرمة الصالحي الحَجَّار (617- 695 هـ).
- عبد الله بن محمد بن نصر بن قوام بن وهب العدل الخيِّر كمال الدين أبو محمد الرصافي ثم الدمشقي (615-695 هـ).
- محمد بن حازم بن حامد بن حسن الزاهد الفقيه شمس الدين أبو عبد الله المقدسي الصالحي الحنبلي (620 -696 هـ).
- يحيى بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الله العدل بن عبد الله بن حيدرة، الفقيه محيي الدين أبو زكريا السلمي الزبداني (622 -696 هـ).
- يوسف ابن عالم الحنفية وقاضيهم شمس الدين عبد الله بن محمد بن عطاء بن الحسن، الفقيه أبو المحاسن الأذرعي ثم الصالحي الحنفي (619-696 هـ).
- عائشة بنت أبي المجد عيسى ابن العلامة موفق الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر الصالحة العابدة أم أحمد المقدسية الحنبلية (611- 697 هـ).
- فاطمة بنت الصالح حسين بن عبد الله بن عبد الرحمن الآمدي المؤذن أم محمد زوجة أبي الحسن بن بقاء الملقن (622-698 هـ).
- إبراهيم بن أحمد بن محمد بن خلف بن راجح بن بلال المقدسي الشيخ عماد الدين أبو إسحاق الماسح العدل، له حضور عن ابن الزبيدي (628-699 هـ).
- أحمد بن أبي بكر بن محمد بن حمزة بن منصور أبو العباس الهمذاني ثم الدمشقي الطبيب (624-699 هـ).
- أحمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن مهاد أبو العباس اليونيني ثم الصالحي الحنفي (699 هـ).
- أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن أبي الفتح الشهاب أبو العباس ابن المجاهد الصالحي الحداد (المولد حوالي615، والمتوفى699 هـ).
- خديجة بنت محمد بن محمود بن عبد المنعم بن المراتبي أم محمد الصالحية ابنة حبيبة بنت الشيخ أبي عمر (699 هـ).
- عبد الدائم بن أحمد بن علي بن ربح المجحي ثم الصالحي القباني (699 هـ).
- عبد الرحمن بن عمر بن صومع أبو الفرج الديرقانوني ثم الصالحي الحنبلي (699 هـ).
- عبد العزيز بن محمد بن عبد الحق بن خلف الدمشقي الإمام عز الدين الشافعي المعدل، (625-699 هـ).
- علي بن أحمد بن عبد الدائم بن نعمة بن أحمد المقدسي العبد الصالح الشهيد أبو الحسن بن مسند زمانه أبي العباس الحنبلي الزاهد قيم الجامع المفظري (617-699 هـ).
- علي بن مظفر بن ربح بن حميد أبو الحسن المحجي ثم الصالحي البقال (699 هـ).
- عمر بن إبراهيم بن حسين بن سلامة الأديب العلامة جمال الدين أبو حفص الرسعني العقيمي الكاتب (606 -699 هـ).
- محمد بن أحمد بن نوال بن علي بن غوث المقرئ أبو عبد الله الزبيدي الرصافي ثم الصالحي (624-699 هـ).
- محمد بن مكي بن أبي الذكر بن عبد الغني المسند شمس الدين أبو عبد الله ابن أبي الحرم القرشي الصقلي المطرز (624-699 هـ).
- محمد بن هاشم بن عبد القاهر شمس الدين أبو عبد الله ابن العدل تاج الدين الهاشمي العباسي الدمشقي الشافعي، العدل الشريف المعظم بقية السلف (606-699 هـ).
- هدية بنت عبد الحميد بن محمد بن سعد المقدسية (699 هـ).
- يوسف بن أبي نصر بن أبي الفرج الرئيس الأجل أمير الحاج عماد الدين أبو المحاسن الدمشقي ابن الوتار ويعرف بابن السفاري (616-699 هـ).
- أحمد بن إبراهيم بن نصر بن سعيد أبو العباس الرقوقي الدباغ (619- 701 هـ).
- أحمد بن عبد الله بن نصر الله بن رسلان الشيخ أمين الدين أبو العباس بن البعلبكي، سمع من الزبيدي في الخامسة (626 -701 هـ).
- خديجة بنت الرضي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار أم محمد، امرأة صالحة كثيرة التلاوة والذكر (617-701 هـ).
- خديجة بنت محمد بن سعد بن عبد الله بن سعد المقدسية السعدية أم أحمد زوجة أبي بكر بن طرخان (624-701 هـ).
- علي بن محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد الإمام (621- 701 هـ).
- عمر بن أبي الفتوح بن سعد الصالحي الصحراوي المؤدب (716 - 701 هـ).
- ابن الطفيل محمد بن أبي بكر بن عبد السلام بن عبد الله السلمي الصالحي المعافري الحفار (611-701 هـ).
- عمر بن محمد بن عمر بن حسن بن خواجا إمام شرف الدين أبو حفص الفارسي الدمشقي الناسخ (613 - 702 هـ).
- نصر الله بن أبي الضوء بن أحمد الحاج أبو الفتح الزبداني الصالحي الفامي البستاني (618- 703 هـ).
- عيسى بن أبي محمد بن عبد الرزاق بن هبة الله الشيخ الزاهد أبو محمد الصالحي العطار المغاربي الحنبلي (625-704 هـ).
- محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن فضل أبو عبد الله الواسطي ثم الصالحي الحنبلي الطحان (626-70هـ).
- زينب بنت الخطيب سليمان بن هبة الله بن رحمة أم الفضل الأسعردية ثم الدمشقية ثم المصرية (614-705هـ).
- سنقر بن عبد الله الأرمني ثم الحلبي القضاعي الزيني الأستاذي علاء الدين أبو سعيد مولى قاضي القضاة زين الدين ابن الأستاذ(706 هـ).
- الحسن بن أحمد بن عطاء بن حسن بن عطاء، أبو علي الأذرعي ثم الدمشقي الحنفي، سمع الصحيح بفوت من ابن الزبيدي، وذكر أنه كان يبدل أسنانه في سماع البخاري، ظهر اسمه في كراس الأسماء (624-709 هـ).
- عثمان بن إبراهيم بن علي المقري الصالح أبو عمرو الحمصي النساج (710 هـ).
- فاطمة بنت القدوة الزاهد الشيخ إبراهيم بن محمود بن جوهر البطائحي البعلبكي أم محمد، (625-711 هـ).
- إسماعيل بن عثمان بن محمد بن عبد الكريم القرشي، العلامة المفتي ابن المعلم ذكر أنه سمع من الزبيدي الصحيح بفوت ميعاد (623-714 هـ).
- سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر ابن القدوة أبي عمر المقدسي قاضي القضاة أبو الفضل وأبو الربيع الحنبلي، حضر جميع البخاري على ابن الزبيدي، (628-715 هـ).
- ست الوزراء بنت القاضي شمس الدين عمر بن أسعد بن المنجى بن أبي البركات التنوخي الدمشقي أم محمد، شيخة دينة متزهدة حسنة الأخلاق، (624 -717 هـ).
- أبو بكر بن مسند الشام المحدث الإمام زين الدين أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي (625-718 هـ).
- عيسى بن عبد الرحمن بن معالي بن حمد المسند الرحلة شرف الدين أبو محمد الصالحي (625-719 هـ).
- زينب بنت الشرف محمد بن عبد الملك بن عثمان بن مفلح المقدسية (725 هـ)
- أحمد بن أبي طالب بن أبي النعم نعمة بن بيان، ابن الشحنة الصالحي الحَجَّار (620- 730 هـ). أنظر سير أعلام النبلاء: 22/357، شذرات الذهب: 6 / 252، الاعلام للزركلي: 2/253.
[4] جامع الحنابلة في الجبل ويقال له جامع المظفري أنشأه ابن قدامة المقدسي سنة 598 هـ وأتمه الملك المظفر كوكبوري صاحب أربل وهو جامع جليل. (خطط الشام : 6/63).
[5] حِسابُ الجُمَّلِ وَهِي الحروفُ المُقَطَّعة على أبي جادٍ، قَالَ ابنُ دُرَيْد: لَا أحْسَبه عربيًّا. وَقد يُخَفَّفُ قَالَه بعضُهم، قَالَ ابنُ دُرَيْد: ولستُ مِنْهُ على ثِقَة. (تاج العروس: مادة جمل)، وهو نوعٌ من الحساب يُجْعل فيه لكلّ حرف من حروف الأبجديّة عددٌ خاصّ به من الواحد إلى الأَلْفِ على ترتيب مخصوص شاع استخدام حساب الجُمَّل في الشِّعر في العصرين المملوكيّ والعثمانيّ (معجم اللغة العربية المعاصرة / د أحمد مختار عبد الحميد : مادة جمل).
[6] سقط حرف القاف المفرد المرموز به فوق اسم ناصر من النسخة ب، ولعله الصواب، فحرف القاف مفردا ليس له ذكر في الرموز الموضحة فيما بعد.
[7] محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد ابن الوَاني
(684 – 735هـ)
(تحدث عما ورد في أوراق سماع الحَجَّار، وكتب ما استشكله)
محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد الفقيه المحدَّث الرَّحال، أبو عبد الله، أمين الدين الواني الدمشقي الحنفي، رئيس المؤذنين بدمشق وابن رئيسهم برهان الدين، حدث بمصر ودمشق ومكة عن أبي الفضل ابن عساكر والتقي بن مؤمن وجماعة، وكان ذكيًا فكهًا وله تعبد، وقال ابن رافع: طبق الدنيا بالسماع وصار عالمًا حافظًا. قال الذهبي: كان من خير الطلبة، وأجودهم نقلًا.
وتوفي ⌂ سنة خمس وثلاثين وسبع مئة، عاش إحدى وخمسين سنة. أنظر الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة: 5/18، أعيان العصر وأعوان النصر : 4/ 215.
[8] سيفِ الدين أحمد بن المجْدِ عِيسى
(605 – 643هـ)
(كتب بخطه أسماء مَن حضر مجلس سماع صحيح البخاري على الشيخ الزبيدي المتقدم ذكره في المدرسة الضيائية وذلك سنة 630 هـ)
سيف الدين أبو العباس أحمد بن المجد عيسى ابن الشيخ موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الصالح الحنبلي، الإمام الحافظ الأوحد البارع الصالح، سمع من جده الكثير وتخرج بخاله الحافظ ضياء الدين، وارتحل وله ثماني عشرة سنة، وسمع من أبى اليمن الكندي وأبي القاسم ابن الحرستاني وأحمد بن عبد الله العطار وطبقتهم، وببغداد من الفتح بن عبد السلام وعلي بن نورندان وأبي علي الجواليقي وأصحاب ابن ناصر وأبي الوقت وكتب العالي والنازل.
وجمع وصنف وكان ثقة حافظًا ذكيًّا متيقظًا، مليح الخط عارفًا بهذا الشأن، عاملًا بالأثر، صاحب عبادة وإنابة، وكان تام المروءة، أمَّارًا بالمعروف قوالًا بالحق، ولو طال عمره لساد أهل زمانه علمًا وعملًا، فرحمه الله ورضي عنه، عاش ثمانيًا وثلاثين سنة ومحاسنه جمة. أنظر تذكرة الحفاظ : 4/ 1446، سير أعلام النبلاء: 23/118.
[9] المدرسة الضيائية المحمدية: بسفح قاسيون شرقي الجامع المظفري قال ابن شداد بانيها الفقيه ضياء الدين محمد بجبل الصالحيه انتهى. قال الذهبي في تاريخه العبر فيمن مات في سنة ثلاث وأربعين وستمائة، والشيخ الضياء أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي الحافظ أحد الأعلام، ولد سنة سبعة وستين وخمسمائة وسمع من الخضر بن طاووس وطبقته بدمشق ومن ابن المعطوش وطبقته ببغداد ومن ابن البوصيري وطبقته بمصر ومن أبي جعفر الصيدلاني وطبقته بأصبهان ومن أبي الروح والمؤيد وطبقتهما بخراسان وأفنى عمره في هذا، مع الدين المتين والورع والفضيلة التامة والثقة والإتقان انتفع الناس بتصانيفه والمحدثون بكتبه توفي ⌂ في السادس والعشرين جمادى الآخرة.(الدارس في تاريخ المدارس: 2/ 71).
[10] عَلَم الدِّين البِرْزالي
(665 - 739 هـ)
(قرأ معظم صحيح البخاري على ابن الشحنة الحَجَّار في مجلسه، وكتب هذا السماع بخطه، وأشار أيضًا إلى سماع الحَجَّار من الزبيدي، وأنَّ طبقة سماعه في النسخة وقف الضيائية من الصحيح).
القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف البرزالي، علم الدين، ابن بهاء الدين الدمشقي، الحافظ، المؤرخ، أصله من إشبيلية، ومولده بدمشق، أجاز له ابن عبد الدائم وابن عزون والنجيب وابن علاق وغيرهم، وأُسمع صغيرًا ابن ثمانٍ من أبيه، والقاضي عز الدين ابن الصائغ، ثم أحب الطلب وسمع بنفسه ودار على الشيوخ وأكثر عن ابن أبي الخير والمسلم بن علان وابن شيبان والفخر والمقداد القيسي، ورحل إلى حلب وبعلبك ومصر والحرمين وغيرها، وخرَّج لنفسه ولغيره، وتفقه بالشيخ تاج الدين الفزاري وجود القراءات على الرضي ابن دبوقا، وولى تدريس الحديث بالنورية والنفيسية، وكتب الخط الجيد، وبلغ عدد مشايخه بالسماع ألفي نفس، وبالإجازة أكثر من ألف، وجمعهم في معجم حافل قال فيه الذهبي:
إن رمت تفتيش الخزائن كلها... وظهور أجزاء بدت وعوالي
ونعوت أشياخ الوجود وما رووا... طالع أو اسمع معجم البرزالي
له تاريخ بدأ فيه من عام مولده، وهو السنة التي مات فيها أبو شامة، فجعله ذيلًا على تاريخ أبي شامة.
قال الصفدي: كان يصحب الخصمين فكل منهما راض بصحبته واثق به، حتى كان كل من ابن تيمية وابن الزملكاني يذيع سره في الآخر إليه وثوقًا به، وسعى في صلاح ذات بينهما فلم يتيسر له، مات ذاهبًا إلى مكة غريبًا في رابع ذي الحجة سنة 739. أنظر الدرر الكامنة : 3/ 237، الاعلام للزركلي :5/182.
[11] ابن البَعْلَبَكّي
(685 - 732 هـ)
(قرأ قطعة جيدة من الصحيح على ابن الحجَّار في مجلس السماع)
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف البعلبكي، ثم الدمشقي، المحدث، فخر الدين الحنبلي، من المشتغلين بالحديث، سمع في الخامسة من الفخر ابن البخارى والتقي الواسطي وابن القوَّاس ونحوهم ثم طلب بنفسه فحصل الكثير وسمع بمصر والاسكندرية وحلب وحماة وحمص وبعلبك والحجاز وخرج لنفسه ولغيره وتعب ودار وكتب وأتقن الفقه على مذهب أحمد، له كتاب:«الثمر الرائق المجتنى من الحدائق». أنظر الدرر الكامنة : 2/ 342، الأعلام للزركلي :3/329.
[12] ابن الصَّيْرَفي
(693 - 737 هـ)
(قرأ معظم المعاد الثَّالث من الصحيح على ابن الشحنة)
محمد بن طغريل بن عبد الله ناصرُ الدين ابن الصيرفي، محدِّث سمع الكثير وكتب وخرَّج لجماعة، أصله من خوارزم، اشتهر في دمشق، ومات بحماة، روى عَن أبي بكر بن عبد الدايم وَقَرَأَ الْكثير.
قال ابن شاكر في الوافي: «سَمِعت بقرَاءَته صَحِيح مُسلم على الْبَنْدَنِيجِيّ الصُّوفِي وَغير ذَلِك وَكَانَ سريع الْقِرَاءَة فصيحها توفِّي غَرِيبا فِي حماة وَلم يتكهل». أنظر الوافي بالوفيات 3/ 143، الاعلام للزركلي: 6/175.
[13] في ب المعاد.
[14] أحمد بن ألطنبا الفوارسي ابن الحلبية
(723هـ)
(نبه الطلبة على وجود ابن الشحنة، وأنه ربما سمع من الزبيدي)
أحمد بن ألطنبا المقرئ الزاهد أبو العباس الصالحي ابن الحلبية شهاب الدين، من خيار الصالحين من أهل القرآن والدين والفضل، وله نظم حسن، كان يقرىء القرآن بجبل قاسيون، وانتفع به جماعة. أنظر معجم الشيوخ الكبير للذهبي: 1/39، الدرر الكامنة1: /123.
[15] محب الدين عبد الله بن أحمد بن المحب المقدسي.
(682-737هـ)
(قدم على ابن الشحنة في الجبل وسأله عن السماع)
عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد السعدي، محب الدين أبو محمد المقدسي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي، سمَّعه أبوه من الفخر وغيره، وطلب بنفسه من آخر سنة 697 هـ إلى أن مات، فلا تحصى عدة شيوخه، وقرأ العالي والنازل، وألقي له المحبة في النفوس لخيره وإخلاصه وصلاحه وفضله. أنظر تذكرة الحفاظ: 4/200، الدرر الكامنة 3/13.
[16] الحافظ الذَّهَبي
(673 - 748 هـ)
(مِمَّن سأل ابن الحَجَّار عن سِنه للتحقق من صحة السماع)
محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز، شمس الدين أبو عبد الله الذهبي، الإمام الحافظ مؤرخ علَّامة محقِّق، مولده ووفاته في دمشق، كان في حفظه لا يجارى، وفي لفظه لا يبارى، أتقن الحديث ورجاله، ونظر علله وأحواله، عرف تراجم الناس، وأزال الإبهام في تواريخهم والإلباس، مع ذهن يتوقد ذكاؤه، ويصح إلى الذهب نسبه وانتماؤه.
جمع الكثير، ونفع الجم الغفير، وأكثر من التصنيف، وكتب بخطه ما لا يحصى. أنظر أعيان العصر وأعوان النصر، الأعلام للزركلي: 5/326.
[17] المَلِك المُعَظَّم
(576 - 624 هـ)
عيسى بن محمد الملك العادل أبي بكر بن أيوب، شرف الدين الأيوبي، سلطان الشام، ومن علماء الملوك. كان له ما بين بلاد حمص والعريش، يدخل في ذلك بلاد الساحل التي كانت في أيدي المسلمين وبلاد الغور وفلسطين والقدس والكرك والشوبك وصرخد وغير ذلك، وكان وافر الحرمة، فارسًا شجاعًا، كثيرًا ما كان يركب وحده لقتال الفرنج ثم تتلاحق به المماليك (الأعلام: 5/107).
[18] هي سنة (692) سميت بسنة الطيار نسبة للأمير بدر الدين بكتاش الطيار الذي حج بالناس تلك السنة. انظر تاريخ الإسلام (15/685)(15/913).
[19] في النسخة ب غياث الدين.
[20] ابن العاقُولي
(733 - 797 هـ)
(ذكر ابن الشحنة الحجَّار وصحة سماعه من ابن الزَّبيدي في كتابه: «الدراية في معرفة الرواية»).
محمد بن محمد بن عبد الله الواسطي الأصل البغدادي، غياث الدين أبو المكارم ابن العاقولي، عالم بغداد ومدرسها في عصره، ولد بها. وكان هو وأبوه وجده كبراءها، انتهت اليهم الرياسة في العلم والتدريس، ولما دخل تيمورلنك بغداد هرب ابن العاقولي منه، فنهبت أمواله. ورجع بعد ذلك فتوفي فيها. من كتبه: «البيان لما يصلح لإقامة الدين من البلدان» «شرح مصابيح البغوي» «الدراية في معرفة الرواية» «الرصف لما روى عن النبي صلعم من الفعل والوصف»«عرف الطيب من أخبار مكة ومدينة ».
[21] في النسخة ب لسنده.
[22] في النسخة ب غياث الدين.
[23] محمَّد البُخاري
(746 - 822 هـ)
(نقل كلامًا عن شيخه حول سماع الحَجَّار وكان مائلًا إليه)
محمد بن محمد بن محمود بن مودود الشمس الجعفري البخاري، فقيه حنفي، عالم بالتفسير، اشتغل ببلاده ثم قدم مكة فجاور بها وانتفع الناس به في علوم المعقول.
له كتب منها «فصل الخطاب لوصل الأحباب» «الفصول الستة» «أربعون حديثًا» «تفسير القرآن العظيم». أنظر الضوء اللامع : 10/20، الأعلام للزركلي:7/44.
[24] محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الأوسي الطاهري
(شيخ الجعفري المتقدم وناقل الكلام عن شيخه القزويني الذي سيأتي ذكره)
روى البخاري عن أبي طاهر محمد بن أبي المعالي محمد بن محمد بن الحسين بن علي الطاهري الخالدي الأوشي ووالده أبي المعالي محمد عن السراج عمر بن على القزويني. أنظر الضوء اللامع، :10/20.
[25] أَبُو حَفْص القَزْوِيني
(683 - 750 هـ)
(نُقل عنه أنه ذكر سماع الحَجَّار وقال في سماعه بحوث وأنظار)
عمر بن علي بن عمر القزويني الحافظ الكبير سراج الدين، ولد بقزوين، ونشأ بواسط، واشتهر وتوفي ببغداد، عني بالحديث وسمع من الرشيد ابن أبي القاسم ومحمد بن عبد المحسن الدواليبي وجمع جم، وأجاز له التقي سليمان وغيره من دمشق، وصنف التصانيف وعمل «الفهرست» أجاد فيه، روى عنه جماعة من آخرهم شيخنا مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازي صاحب القاموس.
[26] ست الوزراء
(624-716هـ)
(من أصحاب الحسين ابن الزبيدي ومن أهل دمشق، وتشترك مع الحَجَّار في رواية الصحيح عنه).
ست الوزراء وزيرة بنت القاضي شمس الدين عمر بن شيخ الحنابلة وجيه الدين أسعد بن المنجا أم عبد الله التنوخية الدمشقية الحنبلية الشيخة الصالحة المعمرة، مسندة الوقت، سمعت من والدها جزأين ومن أبي عبد الله ابن الزبيدي مسند الشافعي وصحيح البخاري وحدثت بدمشق ومصر وحجت مرتين. أنظر الدرر الكامنة: 2/263، الأعلام 3/78.
[27] رشيد الدين محمد بن عبد الله المقرئ الحنبلي
(623-707هـ)
(هو شيخ القزويني، ويروي الصحيح عن أبي الحسن علي بن أبي بكر بن روزبة القلانسي عن أبي الوقت)
محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي القاسم الإمام العالم بقية السلف رشيد الدين أبو عبد الله بن أبي القاسم البغدادي المقرئ المحدث شيخ المستنصرية، سمع من عمر بن كرم، والحسن بن السيد، وابن روزبة، والقطيعي، وجماعة، وتفرد في وقته، ورحل إليه، وكان مجموع الفضائل بديع الكتابة متين الديانة. أنظر معجم الشيوخ الكبير: 2/204.
[28] لم أجد ترجمة لوالد أحمد ابن الشحنة الحَجَّار وإخوته الذين سمعوا معه وربما كان كلام المؤلف مصدرًا وحيدًا في الحديث عنهم والله أعلم.
[29] عائِشَة بنت محمد
(723 - 816 هـ)
(آخر من روى عن الحَجَّار المذكور صحيح البخاري بالسماع)
عائشة ابنة محمد بن عبد الهادي مسندة الدنيا أم محمد القرشية العمرية المقدسية الصالحية، أُسمعت على الحَجَّار والشرف عبد الله بن الحسن وعبد القادر بن الملوك وخلق، فمما سمعته على الأول الصحيح، وعلى الثاني صحيح مسلم، وعلى الثالث سيرة ابن هشام، وأجاز لها ابن الزرَّاد وإسماعيل بن عمر بن الحموي ويحيى ابن فضل الله والبرهان الجعبري والبرهان ابن الفركاح وأبو الحسن البندنيجي وآخرون، وعمرت حتى تفردت عن جل شيوخها بالسماع والإجازة في سائر الآفاق وروت الكثير وأخد عنها الأئمة سيما الرحالة فأكثروا، وكانت سهلة في الإسماع لينة الجانب، وهي آخر من حدث بالبخاري عاليًا بالسماع. أنظر الضوء اللامع، : 12/813.
[30] مدرسة الصاحبة بسفح قاسيون من شرق الصالحية. إنشاء ربيعة خاتون بنت نجم الدين أيوب أخت صلاح الدين وست الشام، ودفنت في فنائها سنة 653 وجعلت اليوم مكتبًا ابتدائيًا للذكور.(خطط الشام: 6/97).
[31] إبراهيم بن حجي بن علي الحسني الأطرابلسي
(725-832هـ)
(آخر من روى عن الحَجَّار ممن رآه المؤلف)
إبراهيم بن حجي بن علي المعمر أبو إسحاق الحسني الطرابلسي الأصل نزيل الخليل، ذكر أنَّ مولده سنة خمس وعشرين وسبع مائة، ذكر ابن ناصر الدين أنه آخر مَن سمع من الحَجَّار، وطعن التقي الفاسي في ذلك، ورجح السخاوي قول ابن ناصر الدين وقال: والحق أنه آخر من حدث عن الحَجَّار. أنظر الضوء اللامع: 1/39.
[32] في آخر النسخة (أ) بخط الناسخ: هذا لفظه بحروفه ومن خطه _أبقاه الله تعالى_ نقلت جميع ذلك في ساعة واحدة من يوم الأحد سادس عشر ذي القعدة الحرام سنة ست وثلاثين وثمان مائة بمنزل صاحبنا الفاضل ناصر الدين أبي عبد الله محمد بن القاضي عماد الدين ابن زريق المقدسي ثم الصالحي الحنبلي بسفح جبل قاسيون بالقرب من دير الحنابلة من صالحية دمشق.
قال ذلك ورقمه لنفسه ثم لمن شاء الله من بعده الفقير إلى الله تعالى العبد محمد المدعو عمر بن محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمي العلوي المكي الشافعي لطف الله بهم والمسلمين.
والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد وصحبه وسلم حسبنا الله ونعم الوكيل.
وفي هامشها بخط ابن ناصر الدين: الحمد لله، بلغ كاتبه أعزه الله تعالى سماعًا ومعارضة من لفظي. كتبه مؤلفه عفا الله عنه.
في آخر النسخة (ب): علق هذا الجزء المبارك من خط مؤلفه ⌂ الشيخ الصالح نور الدين علي الدمياطي المصري وقوبل على نسخة عليها خط المؤلف ⌂.