البيان عما اتفق عليه الشيخان

حديث: إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس

          410- أبو شُريحٍ العَدَويُّ قال لعَمْرو بن سعدٍ وهو يبعث البُعوثَ إلى مكَّة:
          ائذن لي أيُّها الأميرُ؛ أُحدِّثْكَ قولًا قام به رسول الله صلعم الغدَ من يوم الفتح، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، ووعاه قلبي، وأبصرتْه / عينايَ حين تَكلَّم به، حمِدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: «إنَّ مكَّة حرَّمها الله، ولم يحرِّمها الناسُ، فلا يحلُّ لامرئٍ يؤمن بالله واليوم الآخِرِ أن يسفكَ بها دمًا، ولا يَعضُدَ بها شجرةً، فإنْ أحدٌ يُرخِّصُ فيها لقتال رسول الله صلعم فيها؛ فقولوا له: إنَّ الله قد أذِن لرسوله ولم يأذَن لكم، وإنَّما أذِن / لي فيها ساعةً من نهار، ثم عادت حُرْمتُها اليومَ كحُرمتِها بالأمْس، ولْيُبْلِغِ الشاهدُ الغائبَ»، فقيل: يا أبا شُرَيْحٍ؛ ماذا قال لك عَمرو(1) ؟ قال: قال: أنا أعلمُ بذلك منك يا أبا شريح، إنَّ الحرَمَ لا يُعيذُ عاصيًا، ولا فارًّا بدمٍ، ولا فارًّا بخَزْيةٍ. أخرجاه والتِّرْمِذيُّ. [خ¦104]


[1] في الأصل (عُمر) وهو خطأ.