أعلام الحديث في شرح معاني كتاب الجامع الصحيح

حديث: على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي

          420/ 2035- قال أبو عبد الله: حدَّثنا أَبُو الْيَمانِ، قال: أخبرنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهْرِيِّ، أخبرني عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (1) :
          أَنَّ صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلعم أَخْبَرَتْهُ: أَنَّها جاءَتْ رَسُولَ اللهِ صلعم تَزُورُهُ (2) فِي اعْتِكافِهِ فِي الْمَسْجِدِ، فِي الْعَشْرِ الأَواخِرِ مِنْ رَمَضانَ، فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ ساعَةً، ثُمَّ قامَتْ تَنْقَلِبُ، فَقامَ النَّبِيُّ صلعم مَعَها (3) يَقْلِبُها (4)، حَتَّىَ إذا بَلَغَتْ إلى بابَ الْمَسْجِدِ، عِنْدَ بابِ أُمِّ سَلَمَةَ، مَرَّ رَجُلانِ مِنَ الأَنْصارِ، فَسَلَّما علىَ رَسُولِ اللهِ صلعم، فقالَ لَهُما النَّبِيُّ صلعم : «عَلَىَ رِسْلِكُما، إِنَّما هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ (5) حُيَيٍّ». فَقال (6) : سُبْحانَ اللهِ يا رَسُولَ اللهِ (7) ! وَكَبُرَ عَلَيْهِما، فقالَ النَّبِيُّ صلعم : «إِنَّ الشَّيْطانَ ليَبْلُغُ (8) مِنَ الإِنْسانِ مَبْلَغَ الدَّمِ (9)، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُما شَيْئاً».
          بلغني عن الشافعيِّ☼ أنَّه قال في معنى هذا الحديث: إنَّ النبيَّ صلعم خافَ عليهما الكُفرَ، لو (10) ظَنَّا بِهِ ظَنَّ التُّهَمَةِ، فبادر إلى إعلامهما بمكانها نَصِيحةً لهما في حَقِّ الدِّين، قبل أن يَقذفَ الشيطان في نفوسهما أمراً يَهلكانِ فيه، هذا أو معناهُ.


[1] في (ف): (حسين).
[2] في (م): (تنعده) محرفاً.
[3] (معها) سقطت من (م).
[4] قوله: (ثم قامت تنقلب... يقلبها) سقط من (أ).
[5] (بنت) سقطت (ط).
[6] في الفروع: (فقالا).
[7] (يا رسول الله) سقطت من (ط) و(أ) و(م).
[8] في (م): (يبلغ).
[9] في (أ): (يجري من ابن آدم مجرى الدم).
[10] في الأصل (أي) والمثبت من (م). وعمدة القاري (9/ 229).