الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قول الله تعالى: أنا {الرزاق ذو القوة المتين}

          ░3▒ <باب: قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاق(1) ذُو القوَّة الْمَتِينُ} [الذاريات:58]>
          كذا في «النُّسخة الهنديَّة»، وهكذا في «نسخة القَسْطَلَّانيِّ» وفي «نسخة الفتح والعينيِّ» بلفظ: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ} [الذاريات:58].
          قالَ الحافظُ: كذا لأبي ذرٍّ والأصيليِّ على وَفْق القراءة المشهورة، ووقع في رواية القابسي: <▬إنِّي أنا الرَّزَّاق↨...> إلى آخره، وجزم به الصَّغانيُّ، وزعم أنَّ الَّذِي وقع عند أبي ذرٍّ وغيره مِنْ تغييرهم؛ لظنِّهم أنَّه خلاف القراءة، قال: وقد ثبت ذلك قراءةً عن ابن مسعود، قلت: وذكر(2) أنَّ النَّبيَّ صلعم أقرأه كذلك، كما أخرجه أحمد وأصحاب «السُّنن».
          قالَ ابنُ بطَّالٍ: تضمَّن هذا الباب صفتين لله تعالى: صفة ذاتٍ، وصفة فعلٍ، فالرِّزق فعلٌ مِنْ أفعاله تعالى، فهو مِنْ صفات فعلِه، والقوَّة مِنْ صفات الذَّات، وهي بمعنى القدرة. انتهى مختصرًا.
          قلت: والأوجَهُ عندي: أنَّ التَّرجمة تتعلَّق بالأولى فقط، فإنَّ صفة القوَّة سيأتي قريبًا في (باب: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ} [الأنعام:65]) إذ قالوا: إنَّ القوَّة والقدرة واحد، وعلى هذا فلا يلزم التَّكرار في التَّرجمة.


[1] في (المطبوع): ((إني أنا الرزاق)).
[2] في (المطبوع): ((وقلت: ذكر)).