الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قول الله ╡: {ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه}

          ░3▒ (باب: قول الله ╡: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا} إلى آخره)
          وهو ابن خمسين سنة، وقال مقاتل: ابن مئة سنة، وعند ابن جرير: ثلاث مئة وخمسين سنة، وقال ابن عبَّاسٍ: سُمِّي نوحًا لكثرة نَوحه على نفسه، واختُلف في سبب نَوحه، فقيل: لدعوته على قومه بالهلاك، وقيل: لمراجعته ربَّه في شأن ابنه كنعان، وهو نوح [بن] لمك بن متُّوشلخ بن خنوخ، وهو إدريس، وهو أوَّل نبيٍّ بعثه الله تعالى بعد إدريس، وقالَ القُرْطُبيُّ: أوَّل نبيٍّ بعثه الله بعد آدم بتحريم البنات والعمَّات والخالات، وكان مولده فيما ذكره ابن جرير بعد وفاة آدم بمئة وستَّة وعشرين عامًا، ومات وعمره ألفُ سنة وأربعُ مئة سنة، ودُفن بالمسجد الحرام، وقيل غير ذلك، وعن أبي أمامة: ((أنَّ رَجلًا قال: يا رسول الله! أنبيٌّ _كان_ آدمُ؟ قال: نعم، قال: فكم كان بينه وبين نوح؟ قال: عشرة قرون)) رواه ابن حِبَّان وصحَّحه، قال ابن كثير: وهو على شرط مسلم، ولم يخرجوه. انتهى مِنَ القَسْطَلَّانيِّ.
          قلت: ويُشْكِل تقديم الإمام البخاريِّ نوحًا على إدريس ╨، وقد حكى الإجماع على أنَّ إدريس مِنْ أجداده، لكنْ في هذا الإجماع نظرٌ كما سيأتي، وتقدَّم هنا الجواب عن أصل الإشكال في مبدأ كتاب الأنبياء فكن منه على ذُكْر.